منذ رحيل جماعة الإخوان الإرهابية عن مصر، عبر سقوطهم المدوي والذي كان أمام أعين العالم أجمع، بأيادي مصرية خالصة، أرادت النجاة من قبضة المتاجرين بالدين، بغية نيل كراسي ومناصب. ولا فرق هُنا أن يكون ذلك على ظهور أبناء الشعب، أو رغمًا عنهم، فرغبتهم الجامحة في اعتلاء سُدة الحكم، تتعاشق مع رفع كتاب الله عاليا، بحيث أنه من يريد الخروج على الجماعة يُعد كافر، وقد قيلت على أفواههم وفي أدبياتهم بعدم الاعتراف بالأوطان والحدود. حيث قالها ثروت الخرباوي في كتابه «فتح مصر» فكرة الوطن والأوطان لاقيمة لها وفق أدبيات الجماعة وليست من أهدافهم.
تلاها مستشهدا بمقولة حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان عام 1928، يجب أن نصل إلى أستاذية العالم، والوطن وسيلة وليس غاية، وهو ما يكشف تحركات الجماعة وأهدافها التي لا تتبدل منذ النشأة، توهمهم أنهم شعب الله المختار في تحرير الأراضي. ولهم الولاية على جميع أبناء الشعب من نعومة أظافره حتى يبلغ المشيب، شيزوفرينيا تكشف مدى العفن داخل عقول أبناء التنظيم، وهو ما يكرسه تحركاتهم، حتى وأن بلغ الأمر في الحديث عن مصر، فلقد نالها جانب من السباب أيضًا. على لسان مهدي عاكف المرشد العام السابق للجماعة الإرهابية، «طظ في مصر والأخوان فوق الجميع». ذلك الفكر التأصيلي الذي يربى عليه أبناء الجماعة منذ الصغر، ليتم نشره داخل المؤسسات المختلفة، سواء في المدارس أو الجامعات، لتتسع دوائرة الاستقطابية لاختراق المجتمعات، وضخ دماء جديدة بشباب تربى على خُدر تنظيمي خالص، بالولاء والطاعة وتنفيذ الأوامر حتى لو كانت ضد الدولة وأسرته شخصيًا.
وتنفيذا لأوامر المرشد، والذي يمشي وفق لأدبيات السادن الأعظم حسن البنا يُربى. أبناء التنظيم على كُره الأوطان وعدم الاعتراف بها، إذا كانت ضد مصلحتهم ولما يصُب في مصلحة الجماعة. ولكن لما التناقض وأنتم ترفعون لواء الشرعية كما تزعمون. هل سأل أعضاء الجماعة نفسهم بأن تحركاتهم تخالف شرع الله. بل يبلغ الأمر بها إلى التعدي على كتاب الله، فعدم الاعتراف بالأوطان. مضادا للآية الكريمة «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين (8)»، «الممتحنة». ففي الآية أن الشريعة اعتنت بحفظ مفهوم الانتماء والمواطنة، وهو دليل قاطع بأن هناك أرض وأوطان. فلماذا العيش في جلباب المازوخية إذا؟..
وبعد أن فشلت الجماعة في اختراق الدولة المصرية عام 2012. بتواجدها في أي منصب تنفيذي أو إداري داخل الدولة. ارتأت اللعب على وتيرة وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج التوك شو التي تبث من تركيا، لتعويض الدماء التي نزفتها منذ ركلها من المؤسسات. وحملة الاعتقالات التي طالت العديد من القيادات بداخلها. إذا تريد القيادات المتبقية من الجماعة الهاربة خارج البلاد، أن تستميل الشباب البراعم لاقناعه بالفكر. وانضمامه للحظيرة، وذلك لبناء ظهير شعبي جديد داخل الدولة المصرية.
ومن هنا تعمل الخلية الإلكترونية بشكل ممنهج، على إثارة القلائل داخل الوطن العربي. مسلطًا الضوء على مصر عبر برامجها المختلفة. على مدار الساعة، حملات تشكيك، في أي خطوة تتم داخل الدولة المصرية، سباب بدون هدف على جميع المسؤولين. لا فارق معهم إذا كان المشروع أو التقدم في أي مجال داخل الدولة. يفيد المواطن المصري، الذي يأكلون على ظهره «العيش» من الخارج. أو لا .. فقضيتهم هي تقويض تحركات النظام، وتشويه صورته أمام الشارع، «وبضغط زر إلحق الدنيا باظت، تخرج برة مفيش حاجة» وهو ما يريده أن تعيش في حالة من الضغط النفسي، طول المشاهدة. للاستمالة وكسب عضو إلكتروني جديد يضم للترسانة التنظيمية.
الخلاصة أن الجماعة، أعدت خلايا إخوانية و كوادر تعتلي منصات البرامج، لتبث السم داخل، عقول الشعب المصري، بشكل يجعله يمرر ما يقولون عبر المجتمع، وينشر الفكر الغير صحيح، عن ما تقوم به الدولة، ويعرض السلبيات دائما، متجاهلا الإيجابيات. فهل يا سيدي المشاهد ألم تسأل نفسك ما هو المغزى من ذلك؟ هل ذلك يعد إعلام هادف؟ كل ما في الأمر هو يريد أن يقنعك بأن ما تقوم به الدولة خطأ. وأن ما نقوله هو الصحيح، حتى تسخط على النظام والقائمين على حماية الدولة. بشكل يأجج الصراعات الداخلية. ويفقد الجبهة الداخلية قوتها في مواجهة الأزمات… فهل علمتم كيف يغزو الفكر التنظيمي عقولكم؟
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية