ساعات قليلة ونطوي صفحة عام مضى، ونستشرف عامًا جديدًا بالتفاؤل والأمل.. وإذا كان 2020 عامًا استثنائيًا لكل سكان المعمورة بسبب جائحة كورونا التي فاجأت العالم وضربت اقتصادياته وشلت حركته، وحولت مدنه الصاخبة إلى مدن أشباح، وحصدت أرواح الآلاف في بلدان كثيرة بعد أن وقف العلم عاجزًا أمام هذا الفيروس المحير. وبرغم بوادر الأمل في إنتاج لقاحات تحد من هذا الفيروس، إلا أن الآمال معقودة على العام الجديد في رحيل كورونا بغير رجعة، وعودة الحياة إلى طبيعتها وانتعاشها من جديد بفضل عودة العمل والإنتاج وحركة السياحة والسفر وغيرها من الأنشطة التي توقفت وأدت إلى انهيار مؤسسات وشركات كبرى في كثير من دول العالم.
وإذا كان هناك أبطال للعام المنصرم، فهم بلا شك أعضاء الطواقم الطبية في شتى أرجاء المعمورة الذين وقفوا في الصفوف الأولى لمواجهة الجائحة واستشهد منهم المئات.
وبرغم أن مصر تأثرت بالجائحة، فإنها كانت أكثر صمودًا في مواجهة الجائحة من دول كثيرة بفضل سياسة الاصلاح الاقتصادي التي مكنتها من تحقيق أعلى معدلات النمو في الشرق الأوسط قبل الجائحة. كما تمكنت من تحقيق ثاني أعلى معدلات نمو برغم هذه الظروف، واستطاعت أيضًا الاستمرار في انجاز عشرات المشروعات الكبرى سواء في البنية الأساسية أو المشروعات التنموية.
كما استطاعت مصر في ظل هذه الظروف الانتهاء من استحقاقين دستوريين وأصبحت مصر تتمتع باستقرار تشريعي هام مع بداية العام الجديد في ظل وجود مجلس شيوخ يضم نخبة من العلماء والمفكرين والمتخصصين في شتى المجالات، إضافة إلى مجلس النواب الجديد الذى يضم لأول مرة في تاريخه حوالي 30٪ من السيدات إضافة إلى عدد كبير من الشباب، ما يعطى دفعة كبيرة للحياة السياسية والبرلمانية فى مصر.
ومما لاشك فيه أن العام الجديد سيكون عام الحصاد في مصر، خاصة وأن كثيرا من المشروعات العملاقة والمدن الجديدة سوف يتم افتتاحها، وعلى رأس هذه المشروعات الحى الحكومي في العاصمة الإدارية الجديدة، وانتقال معظم الوزارات والهيئات إليها. كما سيتم افتتاح أكبر متحفين في مصر والشرق الأوسط وهما متحف الحضارة في الفسطاط والمتحف العالمي الكبير في منطقة الرماية وهو أكبر متحف متخصص في العالم بما يضمه من كنوز نادرة تعرض لأول مرة. والذي يجذب ملايين السائحين من شتى أرجاء العالم، إضافة إلى باقي المشروعات التي يجرى العمل بها منذ عدة سنوات والتي تغير وجه الحياة في مصر وتضعها على طريق الحداثة والتطور، وتعيد للقاهرة وجهها الحضاري مرة أخري.
وإذا نظرنا إلى نموذج مصغر لما يحدث الآن لاستعادة القاهرة التاريخية، نجده في إعادة تطوير ميدان التحرير بشكل يليق بتاريخه وعراقته، وخاصة بعد قيام شركة مصر للصوت والضوء بتنفيذ شبكة الإضاءة للميدان والمتحف المصري وباقي المنشآت الملحقة وعلى رأسها المسلة المصرية والكباش المحيطة بها وسط الميدان، ما جعله يضاهي أجمل وأكبر ميادين العالم.
وكنت أتمنى افتتاح هذا الميدان مع الساعات الأولى للعام الجديد إعلانًا باستعادة القاهرة وجهها المشرق كعاصمة للشرق وقبلة للزائرين والسائحين والساسة وصناع القرار، بعد أن استعادت مصر قوتها ونفوذها مرة أخرى بفضل وحدة وتماسك شعبها، ووعيه بقيمة هذا الوطن الذي اختصه الله في كل رسالاته السماوية بخصائص تغرد بها، وبتاريخ ضارب في الجذور، وشعب قادر على أن ينهض لإعادة هذه الأمة للقيام بدورها على الساحة الإقليمية والدولية كل عام ومصر وشعبها بخير.
نائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية