بدأ عام 2020، بضراوة بالغة الخطى والوصول، فاتكًا ببني البشرية، على مدِاد العالم، هُنا شهيد، وهناك عجوزٍ كهلٍ، يدعو الله بأن يرفع البلاء، حتى وصلت روح الجميع الحلقوم، إثر طلب النجاة. وظلت أكف الضراعة مرفوعة في الغدو والعشي، أملاً في تخيف وطأة الألم، أو زواله من دائرة الوجودية. بعد أن ابتلت لحى الشيوخ الكثيفة، من دموع التمني. التي طلبت العفو مرارً وتكراراً. بغية نيل لقاح الخلاص من جائحة أضنت البشرية جمعاء.
واقع يحملنا، إلى مراجعة النفس والذات. ويجعلنا محلقين نحو انتهاء العالم، وكأنها رسالة تقرأ في كل صبيحة يومٍ جديدٍ. يأمل الجميع في غروبه أن يندثر معه الكوفيد، جند الفزع القابع داخل عقول العالم أجمع. وباء حقيقي رغم وجود الزيف هُنا وهناك، ولكن قضاء الله وجبروته، طوعه لتأديب البشرية حتى تعود لمسارها الصحيح. إذ تذكرنا الأيام بالأخرة حين تطوى الصحف وترفع الأعمال، (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ) وهو ما يجعل الإجراءات الاحترازية نصب الأعين. فالجميع يفر خشية الوقوع في قبضة الوباء، ما أشبه اليوم، بما سيحدث في المستقبل!.
وفي واقع أوجاعنا أيضًا، هناك حالة من الترقب، تُمني البشرية أنفسها بها في رثاء واضح للنفس التي تئن راغبة عفوًا جامع تحمله 2021، لتوقف معها القصف الفيروسي الغاشم، وعلى رأسه تحور السلالات الجديدة، والتي أصبحت أشد التصاقا وارتباطا بمستقبلات الخلايا البشرية، وهذا يجعلها ترتبط بأي خلية إنسانية تقابلها، حتى طالت يد الغدر الأطفال، بعد أن كانوا بعيدن كل البعد، عن مرمى النيران، وكأن حال العالم يصدح في آن واحد (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ).
وبدون شك تأبى رحمة الله أن تطول السنون العجاف دون أيام غوث ونجاة حتى لو كان القوم على غير ملة الإسلام، فدوام الحال من المحال. فلكلٍ أعمارًا وآجال ستنهي عندها المواجع، وتفرد موائد السلام والطمأنينة داخل الجميع. بيانٍ واضحٍ في قول المصطفى.. ( ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) «يوسف 49» وأشد الأعوام السبعة ما كان قبل عام الغوث.
سترطب أيام الغوث ما أيبسته منا السنون العجاف قريبا بإذن الله، ولكن هناك دروس وعبر . مستفادة من تلك القبضة الفيروسة اللعينة، حين ألقت بظلالها، على العالم. فهل نتوب عن كل جرم اقترفناه؟ وهل نراجع أنفسنا في التعامل مع بعضنا البعض؟، وهل نتوب حتى يرفع البلاء؟، والأهم هل تعلمنا الدرس جيدًا؟. عودوا وتذكروا أن الأوبئة والأمراض من جند الله..
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية