(قل للذي آذاك جبر الله قلبي بكسر قلبك) هي جملة قالتها الحاجة هانم السيدة المصرية البسيطة، في يوم من الأيام بتلقائية شديدة، لكنها تحمل معانٍ كثيرة وتعطي صورة واضحة عن معاناة امرأة وقع عليها إيذاء من بعض البشر وتجسّد ما لاقته من آلام استطاعت التغلب عليها بالصبر والرضا، حالها في ذلك حال غالبية النساء المصريات البسيطات، ليأتي فيروس كورونا (كوفيد 19) ليأخذ حقها ممن آذوها لتأكد أن الظالم لن يهنأ فدعوات المظلومين له بالمرصاد ترفع للسماء كالشرارة ليس بينها وبين الله حجاب. ولكن من يتعظ. لم تزل هذه الجملة في آذني منذ أن سمعتها منها.
تلك السيدة البسيطة التي تشبه في بساطتها ملايين السيدات وتلك الأم التي تحمل في قلبها الكثير من العطاء، والتي بدأت قصتها بعد أن توفي زوجها في سن صغيرة تاركاً لها الديون وجدت نفسها مضطرة لتحمل مسؤولية أولادها، وكانوا لا يزالون صغاراً يتلقون تعليمهم و«شمرت» عن ساعديها لتكمل المسيرة وبإصرار وطموح الأم الذي يمنحها فضيلة التضحية بكل شيء حتى بنفسها من أجل أبنائها، رد فعلها ينبع من غريزة الأمومة لديها وزرعت الحب والقيم فيهم، فحصدت الوفاء والنجاح.
والحاجة هانم السيدة العظيمة خير نموذج لـ المرأة المصرية التي تتسم بالشهامة والجدعنة. خاصة في المواقف الحاسمة، وسط ضغوط الحياة وصعوبة المعيشة، لم يهزها ريح ولم تستسلم لمطامع الرجال فيها رغم صغر سنها وأصبحت رجلاً بمعني الكلمه ولكن وجدت من البعض من يكره قوتها لمجرد أنها أرجل منهم، ولكن لأن منهم أنصاف الرجال فحدث ولا حرج فكل من يستبيح ما ليس له ويستقوي علي الله فيظن أن الله لا يراه، وكل من بلا ضمير وناقص للمروءة، يطمع في حق غيره ولو بشيء ضئيل ولو حتي بحقده على غيره، أو حتى تمني زوال النعم ولكن كانت كلماتها البسيطة عند رب العالمين، رباً كريم يمهل ولا يهمل، ويأخذ الحق ولو بعد حين لتأتي كورونا وتأخذ حقها كما قالت في يوماً من الأيام (قل للذي آذاك جبر الله قلبي بكسر قلبك).
فهنيئا لكي بقلبك الطيب الذي لم يعرف الكره. والذي تلجأ إليه فيؤويك. لترى الحاضر قبل وقوعه و ترى مصير من آذوكي أيتها السيدة الطيبة.
ليت الجميع يقف مع نفسه خلال هذه الأيام التي يشتد فيها الوباء والذي هو من صنع الناس أنفسهم. نحتاج إلى هذه الوقفة المهمة والتي سوف تزيل عن أعيننا الغشاوة تجاه أمور كثيرة تحيط بنا، برد المظالم إلى أهلها في سبيل الدنيا قبل الآخرة لأنه سيقف للحساب هناك ولا مجال لرد ما اقتطعه أو ظلم فيه الآخرين.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه وماله فليتحلله اليوم قبل أن يؤخذ منه حيث لا يكون دينار ولا درهم فإن كان له عمل صالح أخذ له منه بقدر مظلمته وإلا أخذ من سيئات صاحبه فحملت عليه».
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية