نون والقلم

صفوت سليم يكتُب: حرب السلالات!

تزامنا مع حالة الترقب الذي يعايشها المواطن المصري، حين هل علينا العقار الجديد قادمًا من دولة الإمارات، والذي استقبل استقبال الفاتحين، ليس من وزارة الصحة وحسب، بل من أبناء الشعب جميعًا، أملاً منهم أن تكون رسالة العفو قد هلت وآن الآوان أن تنزاح الغمة. إذ ترمى السهام فوق رؤوس العالم جميعا. باكتشاف سلالات جديدة متحورة في بريطانيا أسرع وتيرة في الانتشار، من كورونا اللي نعرفه. لترمي بالأمل مرة واحدة في أدراج الانتظار. لتعود الكرة كما كانت من قبل، مما يجعلنا أمام مصاب جلل، تضرعا وخشية. بأن يهل علينا عقار مولود جديد ينجي البشرية من تحور الفيروس حتى لا نلوص. ونجلس نندب حظنا جميعا، خلف شاشات التلفاز.

سؤال يطرح نفسه بشدة، وأنت تطالع الأعداد يوما بعد يوم وهي تلامس حد السحاب، فبين ليلة وضحها، أصبح العالم يحتضر، وعلى شفا جرف هار، بعد تسجيل 77.4 مليون، في أنحاء العالم ناهيك عن  مليون و702 ألف حالة، شيعوا إلى مثواهم الأخير. كانوا يأملون العيش، وكانوا يرتجفون عند إصابتهم، خشية الموت كما نفعل نحن من وراء الشاشات، ماذا نحن فاعلون؟ بعد أن أصبح كورونا أمامنا، والموت على بعد خطوات، يا له من جند عتي أنهك جميع الإدارات في العالم. رغبة في توفير اللقاح، مما أصبح إلزامًا أن تعود المؤسسات المعنية، لتشعل المصابيح وتشق الطرق الوعرة بحثا عن حال ناجع، يلافي البشرية شبح الموت الذي رأيناه رؤي العين هنا مصاب مقرب. وأخر أخذه القدر بدون إذن. والأمثلة كثيرة، حتى أصبحت السوشيال ميديا المتنفس الوحيد للإنسان سرادق عزاء.

ومن هنا أصبح، الكمون الإجباري داخل المنزل أمر إجباري، وليس اختياري، ليس كما واجهنا الموجة الأولى والثانية. كما يقال «بالحب» أصبح الوعي هو الأداة الوحيدة، للخروج من تلك الحرب الضروس بأقل الخسائر، مشكورة الجهات المعنية والمسؤلة عن متابعة الوباء، تقوم بجهد كبير في مجابهة الفيروس منذ اكتشافه، ولكن الإدارة تحتاج لتكاتف المواطنين ليس كأي وقت مضي، بمعنى فريق يبحث عن الترياق، وآخر من أبناء الجيش الأبيض، يطببون من طالته يد كورونا، ويبقى المواطن الفيصل بينهما، حتى لا تتصاعد إعداد الحالات مما ينهك الأقطم الطبية ويضعنا في ورطة نحن في غنى عنها.

للأسف هناك الكثير، لايعلم أن البلاد تخوض معركة حامية الوطيس مع عدو متخفي، لا يقل أبدا عن الإرهاب، بل يزيد في خطورته، فالثاني أمام الأعين، أما الأول فلا عين رأت إلا داخل المعامل المغلقة، وكل يوم هو في شأن، مثله كا المذياع الغتت تضربه شمالا وجنوبا. حتى تعود الإشارة فلا يعمل إلا وفق هواه، وبين هواه وهوانا يا قلبي لا تحزن.. رجاءً كمامتك في وشك.. كحولك في جيبك.. الحرص على التباعد.. طوق النجاة. حتى يمر ما يضر..

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

 t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى