دشنت مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إحدى مؤسسات دائرة التنمية الاقتصادية، “منتدى دبي للاستثمار 2015″، الذي يعقد في دورته الأولى لمناقشة فرص التجارة والاستثمار في دبي وكيفية الاستفادة منها لتعزيز نمو قطاع الأعمال وتطوير منظومة الاستثمار، بحضور الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، والمهندس سلطان المنصوري وزير الاقتصاد.
وأثنى الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم على أهمية التواصل بين المستثمرين والهيئات والمؤسسات الحكومية المختصة، مؤكداً أن خلق مثل هذه اللقاءات المباشرة يدعم توجهات حكومة دبي الرامية إلى تعزيز قطاع الأعمال، ودعم فرص الاستثمار والتنمية الاقتصادية وترسيخ مكانة دبي بشكل خاص ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام كموقع عالمي للتجارة والاستثمار، ومنصة لتطوير منظومة الاقتصاد العالمي.
وقد بدأت فعاليات المنتدى بكلمة المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار فهد القرقاوي أكد فيها على أن منتدى دبي للاستثمار 2015 يوفر الفرصة للحضور للاطلاع على خطة دبي الاقتصادية، وإنجازات الإمارة الاستثمارية، واستراتيجياتها في دعم قطاع الأعمال، والاستفادة من أفضل الممارسات التجارية والاستثمارية، بما يتماشى مع تطوير تنافسية واستدامة الإمارة.
وأضاف: تعد إمارة دبي اليوم واحدة من أفضل الوجهات المفضلة للاستثمار الأجنبي المباشر في العالم، حيث باتت دبي الخيار الأول للمستثمرين، والشركات الأجنبية التي تتطلع إلى التوسع دوليا لا سيما في الأسواق التي تشهد نموا سريعا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وشبه القارة الهندية.
وقدمت خطة دبي 2021 ورؤية دولة الامارات 2021، زخما يضاف إلى استراتيجية النمو مستدام بإمارة دبي، كما ستعزز تلك الروئ من مكانة الإمارة باعتبارها مركزا عالميا للسوق الإقليمي الراغب في التوسع، وإلى البنية التحتية والبيئة سريعة التطور في دبي. ومن هنا يمكننا القول بأن تلك المساعي ستقدم المزيد من الفرص والقيمة المضافة للحضور في منتدى دبي للاستثمار 2015.
وتوقع فهد القرقاوي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار نمو الاستثمار الأجنبي المباشر الوارد إلى دبي، خلال العام الجاري بمعدلات تتراوح بين 10%لغاية 15%، ويأتي ذلك بعد تحقيق الإمارة أداء قوياً في استقطاب استثمارات أجنبية مباشرة خلال العام 2014 تصل قيمتها إلى 28.6 مليار درهم.
وركز سامي القمزي، مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية بدبي، خلال كلمته في المنتدى على قصة نجاح نمو دبي وكيفية جذب الاستثمارات، حيث قال: “نما اقتصاد دبي بمعدل متوسط يصل إلى أكثر من 4% سنويا خلال الفترة ما بين 2012-2014، على الرغم من انخفاض معدلات النمو في الاقتصاد العالمي. ويرجع السبب الرئيسي لذلك، إلى التركيز على التنوع الاقتصادي الذي استمر على الرغم من الاضطراب الاقتصادي العالمي، ونرى اليوم أن اقتصاد دبي هو أكثر تنوعا بكثير مقارنة بعامي 2008 و2009، كما أن التحول الكبير في اقتصاد الإمارة الذي بدأ منذ السبعينيات يتحرك الآن إلى مستوى جديد أوصل دبي لتصبح مركزا للتجارة، والخدمات اللوجستية والسياحة ليس فقط للمنطقة ولكن للعالم أجمع”.
ويتوقع مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية أن تبلغ نسبة النمو للإمارة، والتي من إلى مستوى 4٪ عام 2016.
وضمت الجلسة الافتتاحية للمنتدى، والتي أدارها ماثيو دي كليرك، شريك في أوليفر وايمان، تحت عنوان فرص النمو والشراكة والابتكار عروض توضيحية حول إطلاق العنان لمدينة دبي: محرك الاستدامة لدبي لسعادة حسين ناصر لوتاه، مدير عام بلدية دبي؛ وقيادة المستقبل :نموذج الاستدامة بمجالي الطاقة والمياه في دبي لسعادة سعيد الطاير – العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي؛ والآفاق الصحية: خطوات نحو السعادة لمعالي حميد بن محمد القطامي، رئيس مجلس إدارة هيئة الصحة في دبي؛ وبناء التراث: النماذج الجديدة للتنمية لسعادة خليفة الزفين، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مدينة دبي للطيران.
وقد طرحت هذه الدوائر والهيئات فرصاً استثمارية أمام المستثمرين من القطاع الخاص الأجنبي والمحلي تزيد قيمتها الإجمالية على 200 مليار درهم حتى العام 2020، فيما قدر خبراء اقتصاديون مشاركون في المنتدى فرص العمل التي ستوفرها هذه المشاريع بنحو 127 ألف فرصة عمل سنوياً لتصل إلى 900 ألف فرصة عمل بحلول 2020.
وتضمنت الحلقة النقاشية تحت عنوان “دبي والمناخ الاستثماري الجديد”، عرضاً للفرص الاستثمارية التي تقدمها مشروعات البنية التحتية الجديدة والعديد من المبادرات التي أعلنتها حكومة دبي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهم المبادرات التي تشكل ملامح المناخ الاستثماري الجديد في دبي وكيف يستطيع المستثمرون تحديد الفرص ووضع خطط تضمن نجاح استثماراتهم المستقبلية. وشارك في الحلقة النقاشية كل من عبد الله رفيع، مساعد المدير العام لقطاع الهندسة والتخطيط في بلدية دبي؛ وعبد المحسن يونس، المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية والحوكمة في هيئة الطرق والمواصلات؛ والدكتورة ليلى المرزوقي، رئيس قسم الحوكمة الطبية في هيئة الصحة بدبي؛ وعلاء البواب المدير الاقليمي – القطاع العام في سيسكو؛ وأرجين رادر، الرئيس التنفيذي لفيليبس الشرق الأوسط وتركيا.
وركزت الحلقة النقاشية، التي أدارها الدكتور أنيل كورانا، شريك، الاستراتيجية والابتكار في برايس ووترهاوس كوبرز تحت عنوان دفع عجلة النمو من خلال الابتكار، على عرض لملامح استراتيجية الابتكار لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكيف يمكن للابتكار أن يكون محركا رئيسيا للنمو؟، بالإضافة إلى التعرف على رؤية وتجارب وخبرات المتحدثين، ودور الابتكار في خلق فرص استثمارية غير مسبوقة خاصة في مجال تقديم الخدمات في كافة القطاعات الاقتصادية. وضم قائمة المتحدثون كل من فهد القرقاوي؛ وهدى الهاشمي، مدير مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي؛ أرجين راددر؛ وسانجاي سيثي، مدير عام مجموعة القطاع العام في سيتي بنك؛ وزيد مالح، المدير التنفيذي لداش للاستشارات.
وحلقة نقاشية أدارها مارتين وولفز، شريك، مدير قسم تمويل مشاريع البنية التحتية، برايس ووتر هاوس كوبرز، حول الشراكة بين القطاعين العام والخاص في دبي: آفاق الاستثمار، حيث تم التركيز على أهمية القانون الجديد لتنظيم الشراكة مع القطاع الخاص والذي يعد بداية مرحلة جديدة من الفرص الاستثمارية الفريدة من نوعها بالشراكة مع دوائر حكومة دبي. واستعرض المتحدثون من أصحاب الخبرات العالمية أهم الميزات التنافسية التي تقدمها مشروعات الشراكة للمستثمرين في دبي، واستشراف الآفاق المستقبلية للمشروعات الجديدة وفرص الاستثمار في البنية التحتية للخدمات الاجتماعية وتقديم الخدمات. وضمت قائمة المتحدثون كل من لوكاس هاوتفاست، الرئيس والمدير التنفيذي إنجي للطاقة – جنوب شرق أسيا والشرق الأوسط وأفريقيا؛ وماريو سلامه، مدير قسم تمويل المشاريع في بنك إتش إس بي سي الشرق الأوسط؛ وجيسوس سانشو الرئيس التنفيذي لأكسيونا؛ وجوس دار، شريك ومدير قسم مشاريع الشرق الأوسط بمؤسسة أشورست؛ وطارق الجندي، مدير الأداء المؤسسي وتطوير الأعمال، سيركو الشرق الأوسط.
حضر المنتدى كبار المسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال العالميين وخبراء الصناعة وصناع القرار والمؤسسات المالية والبنوك، وكذلك استشاري الاستثمار، ونخبة من رجال الأعمال والمستثمرين، ومديري الصناديق من المؤسسات الإقليمية والعالمية.