أمتنا لم تنتج العباقرة، لم تنتج المبدعين، لم تنتج الأدمغة، لم تنتج عرق الإبداع، لم تنتج غير التقليد، لم تنتج شيئاً نادراً ذا قيمة. شيئاً له ميزته وجماليته.
وما زالت مجتمعاتنا ترى الطبيب والمهندس والمحامي… إلخ إنجازاً عظيماً والنتيجة مجتمعاتنا مليئة بالأساتذة والأطباء والمهندسين والمحامين. لكنها فقيرة جداً للمبدعين والأبطال. الأشخاص الذين لا يقلدون لا يستسلمون للفكر المنمط الذين لا يعيدون ما ورد عن القدامى الذين يسعون لإيجاد الحلول. للأسف واقعنا كله نظري يفتقر إلى الواقعية يفتقر لإيجاد الحلول والبطولة.
طبيب في ماذا نجح الطبيب؟ شهادة الطب أصبحت مجرد مظهر لا أكثر، مهندس في ماذا نجح؟ ماذا ابتكر؟ ماذا أضاف للإنسانية؟ بل مجرد مظهر في محيطه الضيق نفس الشيء للأستاذ والمحامي.
إذا لم تترك بصمة في هذا العالم، إذا لم تجمع بين الفن والإبداع والعلم والنفع فأنت لم تحقق رسالتك. إذا لم ترسل صوتك لملايين العالم وتنقذ ملايين الأبرياء فأنت فشلت في رسالتك. وهذا للأسف ما فهمه الغرب وفشل في فهمه العرب. لأن كل هذه المهن الراقية اتخذوها شكل وليس مضموناً، حيث غاب الجوهر وسيطرت المادة فأصبحنا نجد الملايين من الأطباء، لكن القليل منهم من لا يهتم للمادة على حساب النفوس البشرية ونفس الشيء في باقي المجالات.
ما أردت أن أقوله: لا يهم من أنت وماذا تعمل؟ وما هو مركزك الاجتماعي مهما كنت؟، المهم هل كنت نافعاً وتركت بصمة في العالم ونفعت الإنسانية؟ أم كنت مجرد عابر سبيل. ومجرد مكانة اجتماعية لا تضيف شيئاً لناس فقط مجرد اسم لتفاخر وتباهي. وتذكروا دائما أن أحبكم لله انفعكم للناس، يعني النفع والبصمة وليس الاسم والشكل.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية