نون والقلم

“أقول لكم” “ نايل سات ” وأسامة هيكل.. ازدواجية الموقف والمصير

مدينة الإنتاج الإعلامي ليست قطعة من السماء . والسيد أسامة هيكل ليس حاكماً لبقعة انتزعت من ارض مصر الكنانة ليفعل بها ما يشاء .

إن مصر تحارب الإرهاب ، وأقمار”نايل سات” مازالت مرتعاً لقنوات الإرهاب ، وقد نبهنا من قبل ، وبالتحديد بعد سقوط الإخوان ، وصدرت بيانات من إدارة “هيكل” الآخر متضمنة تبريرات مضحكة ومبكية في نفس الوقت ، لأنها صادرة عن إدارة عاجزة ومخادعة ، تقول لنا أنها غير قادرة علي ضبط ما يبث علي أقمارها ، عبر معلومات مغلوطة عن تداخل إشارات الإرسال بين “نايل سات ” وأقمار فرنسية ، ومع علم الجميع بأن الحجة واهية ، لم ينبه        ” هيكل” ، ولم يوضع حد لاستهتار إدارة مدينة الإنتاج ، رغم أن الإخوان كانوا يعملون علي “حرق” مصر برسائلهم وأوامرهم الواضحة والصريحة لأعوانهم ، فكان رموز التنظيمات الإرهابية يدخلون البيوت المصرية دون استئذان ، وبتصريح رسمي من إدارة يفترض أن تكون حكومية .

قبل فترة لفت نظري عنوان لفيلم علي ” يوتيوب” عن شخص اسمه ” أبوعلي الشيباني” يتوقع احتراق السعودية ، ومن باب الفضول والتعرف علي الآخر وكيف يفكر أو ماذا يتمني ، اطلعت علي ذلك التسجيل ، وكانت صدمتي أن المذيعة التي تستضيف الشيباني الإيراني الحاقد تكرر تردد القناة علي القمر “نايل سات” ، ويظهر ذلك الشخص ليبشر بقرب زوال “الأعراب” ، وهو يقصد العرب ، حيث أن الإيرانيين ومنذ الدولة الصفوية تطلق مسمي ” الأعراب” علينا ، لترسخ في أذهان أتباعها أولئك ” المذمومين ” في القرآن الكريم أكثر من مرة ، ولم يترك ذلك الشخص صفة سيئة لم يصف العرب بها ، وفي النهاية يدعو أتباع مذهبه إلي حرقهم ، وعدم إلقاء رمادهم بعد الحرق في البحر حتى لا يتنجس البحر !!

ذلك كلام يقال على ” نايل سات ” أيها السادة ، عنكم ، وعن امتكم ، ومن أعدائكم الذين يتربصون بكم ، وأسمحوا لى أن أضيف ماوصلنى قبل أيام من صديق مصري ، حيث أرسل قائمة تضم 22 قناة إيرانية متمذهبة ، وحاولت أن أشاهدها ، ولم أتحمل بضع دقائق لبعض هذه القنوات ، واغلبها يبث علي “نايل سات” ، والسبب أنها تخصص برامجها للتطاول علي كل رموزنا الدينية ، حتي الذات الإلهية لا تسلم من الغمز واللمز عندهم ، وكذلك سيد البشر صلي الله عليه وسلم .

وغير ذلك ، قنوات الحوثيين ، أنصار إيران ، ومعهم على عبد الله صالح ، أيضاً تبث عبر “نايل سات” ، والسيد أسامة هيكل كأنه لا يعرف أن بلاده تخوض حرباً ضد هؤلاء منذ عدة أشهر ، ضمن تحالف عربي ، ذلك التحالف الذي استشعر الخطر من التمدد الإيراني وما سيصيب الأمة العربية إذا تمكن أعوان ” ملالى ” طهران من السيطرة على اليمن ، كل ذلك يحدث على ” نايل سات ” ، ولاتتحرك ذرة من ” غيرة ” وطنية أو “نخوة ” عربية عند رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي ، ولاتلتفت الجهات السيادية المعنية إلى ازدواجية الموقف الرسمي والقرار الفردي لأسامة هيكل ، وهذا أمر يدعو إلى التساؤل ووضع الكثير من علامات الاستفهام ، واعتقد انه قد آن الأوان لان يوضع حد لهذه الازدواجية ، فنحن بحق أمام ازدواجية غير مبررة ، خاصة لأبناء الشعب المصري ، ومن بعدهم أبناء دول الخليج التي تقف مع مصر في خندق واحد دفاعاً عن مصير مشترك منذ 30 يونيو 2013 ، وهى البعد الاستراتيجي لمصر كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي ، فهل يعقل بان تكون مدينة الإنتاج الإعلامي أو رئيسها     ” شوكة” في خاصرة مصر وحلفائها وعروبتها وعمقها القومي ؟!

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى