يعد منهج ومذهب أهل البيت– عليهم السلام- هو جوهر ولب الإسلام وممثلًا له؛ كونهم سلام الله عليهم يمثلون نهج وسنة الرسول الخاتم-صلى الله عليه وآله وسلم- وعلى سنته ساروا ويسيرون. ولذلك قال النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- أنهم عدل القرآن ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدًا ). لذلك فإن كل المذاهب الإسلامية ترجع بالأساس إلى منهج ومذهب أهل البيت -عليهم السلام- بصورة مباشرة أو غير مباشرة…
أما الاختلاف فيرجع إلى اختلاف الحجج والبراهين التي وصلت للناس؛ فكل حسب حجته وبرهانه وعلى هذا الأساس بنيت عقائد الناس؛ لذلك ليس من العقل والمنطق والشرع الاستخفاف بعقائد الناس وتكفيرها. والأمر أيضًا يعمم على باقي الأديان؛ فكل إنسان وحجته وبرهانه ودليله الذي وصل له وعلى ضوء ما عنده من دليل يحاسب عليه أمام الله تعالى وليس للإنسان أن يتدخل في الحساب وإنما دوره يكون في التوضيح والبيان …
لكن يجب الإلتفات إلى أمر مهم؛ وهو : أن الحجج والبراهين والأدلة يجب أن تكون حجيتها عقلية منطقية شرعية وليست خرافات وأساطير ومبنية على أباطيل وأقاويل تفتقد للحجة الشرعية والعقلية؛ لذلك يحصل النقاش والسجال في إثبات أحقية أو بطلان هذه الدعوى أو تلك؛ أي النقاش في أصل حجية هذا الإعتقاد أو ذاك؛ وهذا النقاش العلمي ليس استخفافًاً وإنما من باب التكليف الشرعي والأخلاقي ومن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ مع شرط أن لا يتعدى هذا النقاش والسجال حدود الوسطية والاعتدال وعدم التكفير واستباحة الدم لمجرد الاختلاف؛ لأن الله هو المحاسب وليس البشر …
وقد بين السيد الأستاذ الصرخي الحسني ذلك الأمر في تغريدة له ضمن بحثه الموسوم ( لا تقليد في أصول الدين … لا تقليد في العقائد ) والتي نشرها على حسابه الشخصي في موقع فيسبوك ؛ حيث قال :-
{{… أـ مَذهَبُ(مَنهَج) أهْلِ بَيْتِ النّبِيّ (عَلَيه وَعَلَيهم الصّلَاة وَالسّلَام) حَقٌّ…وَهُوَ الدّين وَالإسلَام وَإليه ترجع مَذَاهِب الإسلَامِ، فَهُوَ مَذهَبُ جَميعِ المُسلِمِين…أمّا الاختِلَاف فَهُوَ بِحَسَبِ مُستَوَى الأذهَان وَالحُجّة وَالبُرهَان…فَلَا تَستَخِفّ بِعقَائِد النّاس!!
ب ـ إنّه لَمِن الظّلْم وَالقُبْح أن يُمَيّزَ اللهُ البعضَ وَيتَسَاهَل فِي حِسَابِه وَعِقَابِه لِمُجَرّدِ أنّه (شِيعِي) أو (سُنّي) أو (مُسلِم) أو (مَسِيحِي) أو (يَهودِي)!!…فَالّذي تَمّت عَلَيه حُجّةُ التّسَنّن يُحَاسَب عَلَى أسَاسِها، وَمَن تَمَّت عَلَيْه حُجّة التّشَيّع يُحَاسَب عَلَى أسَاسِها، وَهَكَذا فِي الآخَرِين…{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} [النّحل90]
جـ ـ قَالَ الإمَامُ الصّادقُ(عَلَيه السّلام): {فَوَاللَّهِ ما نَحنُ إلّاعَبيدُ الَّذي خَلَقَنا وَاصطَفانا، ما نَقدِرُ عَلى ضُرٍّ ولا نَفعٍ، وإن رَحِمَنا فَبِرَحمَتِهِ، وإن عَذَّبَنا فَبِذُنوبِنا…وَاللَّهِ، ما لَنا عَلَى اللَّهِ مِن حُجَّةٍ، ولا مَعَنا مِنَ اللَّهِ بَراءَةٌ، وإنّا لَمَيِّتونَ وَمَقبورونَ وَمُنشَرونَ وَمَبعوثونَ وَمَوقوفونَ وَمَسؤولونَ… أشهِدُكم إنّي امرؤ وَلَدَنِي رسولُ اللّه وَمَا مَعِي بَراءَة مِن اللّه، إنْ أطَعْتُه رَحِمَنِي وَإنْ عَصَيْتُه عَذّبَنِي عذاباً شَدِيدًا أو أشدّ عَذَابه}}[إختيار معرفة الرجال(رجال الكشي)2 للطوسي، البحار25، التعليقة على إختيار معرفة الرّجال2 لداماد الأسترآبادي، بحوث في الملل والنّحل7 للسّبحاني، معجم رجال الحديث19 للخوئي، مسند الإمام الصادق(ع) 4 للعطاردي، قاموس الرجال10 للتستري، اهل البيت(ع) لريشهری، الإمام الصادق و المذاهب الأربعة2 لأسد حيدر، سيرة الأئمة(ع)2 لهاشم الحسني، مجمع الرجال6 لقهپايى]
(للكَلام بقيّة)……يتبع …}}…
ولمزيد من التفاصيل يرجى الدخول على الرابط التالي الخاص بهذه التغريدة لمن يريد الإطلاع عليها … https://www.facebook.com/Alsarkhyalhasny/posts/208822950762511
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية