يوم الخميس الموافق 19 نوفمبر سيكون يوما تاريخيا للصحافة العالمية. ففي هذا اليوم تم تطبيق مبدأ الحقوق المجاورة للملكية الفكرية على الصحف.. فقد وقعت جوجل شركة الإنترنت العملاقة الأمريكية. عدة اتفاقات مع صحف فرنسية تقوم بموجبها بتسديد مبالغ لها مقابل استخدام محتوياتها.
وهذه الاتفاقيات هي أول خطوة من نوعها في العالم. وجاءت نتيجة تطبيق القانون الأوروبي لحماية الملكية الفكرية البند الخاص حول ما اصطلح على تسميته «الحقوق المجاورة».
ووقعت جوجل عقودا فردية مع عدد من ناشري الصحافة اليومية والمجلات من بينها لوموند، وكورييه إنترناشيونال، ولوبس، ولو فيغارو، وليبيراسيون، وليكسبرس كما تجري حاليا محادثات مع عدد من الجهات الأخرى في الصحافة اليومية الوطنية والمحلية، والمجلات.
وبموجب حقوق المؤلف تجبر المنصات الإلكترونية على دفع مبالغ مالية لناشري الصحافة، ولا سيما الصور والفيديو، للمحتويات التي تستخدمها.
ووفق وكالة الانباء الفرنسية فالقانون الذي استندت إليه الصحف الفرنسية أصدره البرلمان الأوروبي عام 2019 وباشرت فرنسا تطبيقه على الفور وهو ما دفع دولا أخرى لمراقبة الاتفاقيات مع الصحف الفرنسية خصوصا أن الناشرين فيها يواجهون مشكلات مماثلة مع جوجل.
ووفق الوكالة كانت جوجل قد رفضت في مرحلة أولى دفع عائدات للصحافة الفرنسية. ودخلت في اختبار قوة مع هذا القطاع. وأمرتها سلطة المنافسة الفرنسية في ذلك الحين بالتفاوض مع الناشرين، في قرار صادقت عليه محكمة الاستئناف في باريس وأجبرت جوجل على توقيع الاتفاقيات.
وتأتي أهمية هذه الاتفاقيات أنها تفتح بابا جديدا لتمويل الصحافة التي تعاني من انتكاسة مالية كبرى بعد أن توقفت دول كثيرة عن إنتاج المعلومات. وأصبحت قوانين حرية تداول المعلومات حبرا على ورق. وبالتالي فقد الصحفيون القدرة على إنتاج محتوى جذاب خصوصا في الصحافة الورقية.
وأصبحت التكاليف باهظة وزادت المأساة التي تعاني منها المهنة بعد انتشار وباء كورونا الذي جعل دول العالم تعلن حالات الطوارئ الصحية والأحكام العرفية. وهي حالات تقيد حرية الرأي والتعبير بصورة كبيرة. وبالتالي أصبحت هناك قيود على نشر المعلومات حتى المتاحة منها .
وهذه الاتفاقيات هي فتح جديد يجب أن نستغله وهنا يأتي دور المؤسسات المعنية بحماية حقوق الملكية الفكرية والمؤسسات المالكة والمنظمة للصحف ونقابة الصحفيين عليها التحرك للضغط على جوجل لتوقيع اتفاقيات مع الصحف المصرية التي تملك محتوى كبيرا ومتميزا.
فعلى الدكتور ضياء رشوان نقيب الصحفيين المبادرة بالدعوة لاجتماع عاجل لرئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الكاتب الصحفي كرم جبر، ورئيس الهيئة الوطنية للصحافة المهندس عبدالصادق الشوربجي مالكة الصحف القومية ورؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف بمختلف أنواعها وجهاز حماية الملكية الفكرية، لوضع خطة تحرك للضغط على شركة جوجل لتوقيع اتفاقيات مماثلة وإخضاعها للقانون المصري الخاص بحماية الملكية الفكرية ورجال قانون ويخرج علينا بخطة تحرك جماعية من أجل تطبيق مبدأ الحقوق المجاورة على الصحف المصرية.
وعليه أيضا أن يدعو إلى مؤتمر عام للصحفيين لمناقشة مستقبل الصحافة الورقية في مصر بالاشتراك مع كليات الإعلام في الجامعات الحكومية والخاصة. وأن يخصص جزءا من المؤتمر عن آليات جديدة لتمويل الصحف مع انكماش حجم الإعلانات التجارية بصورة كبيرة.
فما تم في فرنسا يجعلنا نتحرك فورا لأننا الدولة الأعرق في مهنة الصحافة على مستوى الدول الناطقة بالعربية. وهو خطوة مهمة لإيجاد مورد مالي للصحافة المصرية. كما يشجع الصحف على تنويع المحتوى المقدم لخدمة القراء..
أتمنى أن نجد آذانا صاغية من الزملاء في المؤسسات المعنية. وأن يتم التحرك فورا حتى لا نندم على ما فات.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية