لم تكن يوما تتوقع رحيله سريعا عن عالمها.. كانت تراه مرسى الأمان في حياتها.. ضحت بتقاليد عائلتها من أجله.. أصرت على الإرتباط به رغم كل الموانع الاجتماعية.. رغم ظروفه المادية الصعبة وحالته الاجتماعية البسيطة.. لكنها ارتضت به حبيبا واستغنت به عن الدنيا ومآربها.
عاشت معه على الكفاف من العيش وتحملت عمله البسيط المضني ودارت الأيام وتحسنت الأحوال فلبي لها ما حُرمت منه لسنوات وخفف عنها ماتحملته من آثار السنين.. تقاسمت معه الحب والعاطفة والأنفاس التي تخرج من ثنايا الجسد والذي تحول إلى جسد واحد من فرط العشق الدافئ…
ينظر إليها وكأنها المرآه التي يرى فيها نفسه كانت له الصديقة والحبيبه والزوجة والأم يشعر أمامها بأنه طفل تدلله أمه.. يعشق تفاصيلها.. فلم تكن سوى شيئ جميل قد أنار حياته بأكملها.. بساطتها وتقديرها له حينما تحدت الجميع من أجله… كان يشعره بالزهو اسعده أن تحارب فتاته من أجله.. أن تقدره وتقاتل الدنيا لتستحوذ ..
مرت السنوات وكبر الأولاد وذهب كلاً في طريقه وبقي الحبيبان على عهدهما من الوفاء والعطاء لكنهما كان على موعد لم يكن بالحسبان فقد توقف قطار العمر عند محطة النهايه.. دقات القلب توقفت وتقطعت الأنفاس.
وقفت الزوجة مشدوهة تائهه وهي تودع زوجها وحبيب عمرها إلى مستواه الأخير… وقفت والعيون تنهمر بالبكاء على مرسى الرحيل تنتظر دورها وتتطلع للقائه في العالم البعيد.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية