منذ ما يقارب العام بدأ الحديث عن فيروس كورونا الجديد في الصين، وفي خلال أشهر قليلة انتقل الفيروس إلى أوروبا وكثير من دول العالم. واجتاح الذعر كل البشر ورأينا معظم المدن الصاخبة خاوية من ملامح الحياة وباتت أشبه بمدن الأشباح، وكان طبيعيًا أن يتهاوى اقتصاد كثير من الدول، وتزداد البطالة في أكبر وأغنى الدول بسبب هذه الجائحة التى عجز الجميع عن مواجهاتها طبيًا.
والمؤكد أن هناك قطاعات محدودة أصابها الشلل مثل قطاع السياحة والطيران والفنادق والمطاعم وغيرها من المؤسسات التي سقطت. كما أن هناك قطاعات أخرى تأثرت بشكل بالغ مثل قطاعات الرياضة، وكرة القدم تحديدًا التي تشكل رافدًا اقتصاديًا في أوروبا.
وبالرغم من قيام الدول الكبرى بضخ مئات المليارات من الدولارات إلى القطاعات المتضررة، إلا أنها لم تغط الخسائر التي نتجت عن عملية الإغلاق والتوقف عن العمل، ولم تعوض خسائر العاملين وأرباب العمل، وتركت تضخمًا في الأسواق، وتراجعًا في النمو، إضافة إلى الحالة النفسية السيئة التي ضربت شرائح كثيرة.
الآن ومع عودة فصل الشتاء، كثر الحديث عن موجة جديدة من فيروس كورونا. وعادت إلينا من جديد بيانات منظمة الصحة العالمية بهالتها الإعلامية، وعاد البعض إلى فزاعة الحظر والإغلاق والشلل العام. وهو أمر بات مرفوضًا في الدول الكبرى والتي تمتلك اقتصادًا هائلًا.
ومع هذا باتت الشعوب ترفض هذه الاجراءات المشددة ورأينا مظاهرات في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ترفض العودة إلى الحظر الشامل. وعلت شعارات تقول: أوقفوا ذعر هذا الوباء ومع تكشف كثير من الجوانب عن هذا الفيروس وإعلان التوصل إلى لقاحات. والأهم أن إحصائيات الوفاة مقارنة بعدد الإصابات حول العالم تكشف أن نسبة الوفيات ربما تقارب نسب الوفاة من الانفلونزا التي تنتشر في فصل الشتاء، وأقل من نسب الوفيات لحوادث الطرق التي تحدث في العالم يوميًا.
والمؤكد أيضًا أن هذا الفيروس لم يصل إلى حد الوباء الذي عرفه العالم سابقًا عندما ظهر الطاعون لأول مرة أو نسبة الانفلونزا الأسبانية، وهذه ليست دعوة للتراخي أو عدم الإكتراث بالفيروس، وإنما يجب أن يكون هناك توازن بين الحاجة إلى استمرار العمل وفتح بيوت ملايين البشر مازالوا متأثرين حتى الآن من فترة الإغلاق السابقة، وبين الاجراءات الاحترازية التي يجب التشدد فيها مثل ارتداء ماسكات على الوجه وعملية التباعد الاجتماعي وعمليات التطهير المستمرة وغيرها من الاجراءات الاحترازية مع الاستمرار في العمل خاصة وأن الاقتصاد المصري الذي استطاع مواجهة الموجة الأولى غير قادر على المواجهة لفترات طويلة، كما أن كثيرًا من القطاعات ما تزال متأثرة حتى هذه اللحظة.
مؤكد أن مصر تشهد نهضة غير مسبوقة منذ عقود طويلة، فمنذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي المسئولية قبل ست سنوات أعلن بناء دولة عصرية حديثة يفخر بها كل المصريين وذلك من خلال مضاعفة المساحة المستغلة من أرض مصر والتي كانت تشكل حوالى 8٪ فقط تنحصر في الوادي الضيق والدلتا، وهو أمر أدى إلى حالة من التكدس الشديد في القاهرة والمدن الكبرى بسبب تضاعف أعداد السكان وعدم قدرة مرافقها سواء كانت شبكات طرق ومواصلات أو مدارس ومستشفيات أو شبكات مياه وصرف وغيرها من القيام بوظيفتها. وكذلك تفشى ظاهرة العشوائيات واختفاء الوجه الحضاري للقاهرة وغيرها من المشاكل التي باتت في حاجة إلى حل جذري، وهو ما قام به الرئيس السيسي في جميع المشروعات العملاقة والمدن الجديدة والمشروعات التنموية التي جرى العمل بها في مناطق كثيرة من أرض مصر. الأمر الذي حقق نموًا اقتصاديًا سنويًا وصل إلى 6% وهو ما جعل كثيرًا من المؤسسات الدولية تشير إلى القفزات التي حققها الاقتصاد المصري. وتؤكد أنه أحد الاقتصاديات الواعدة إلى أن جاءت جائحة كورونا، وأدت بطبيعة الحال لتوقف النشاط والدخل السياحي وعدد آخر من الأنشطة الاقتصادية.
وبالتالى لم يعد لدينا بديل عن استمرار العمل فى كل المشروعات الكبرى التي تحدث على أرض مصر ومنها المشروعات التي تجرى على أرض العاصمة الإدارية الجديدة والتي زارها الرئيس قبل أيام ورأينا مفخرة المركز الاستراتيجى وأيضًا مدينة الفنون، وغيرها من المشروعات التي يجري فيها العمل في سيناء والساحل الشمالي وغيرها من المدن بهدف استعادة الاقتصاد المصري عافيته والعودة إلى تحقيق معدلات النمو قبل كورونا.. الأمر الذى يجعلنا نرفض كل دعوات الغلق والحظر.
حمى الله مصر من كل سوء.
عضو مجلس الشيوخ ونائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية