نون لايت

إيهاب زغلول يكتب: منعطف مظلم

الساعة تدق منتصف الليل، حركة الماره قلت كثيرا.. السكون يحوم المكان.. ومرور السيارات يقل تباعا.. وضوضاؤها تخفت شيئا فشيئا.. فقد بات الهدوء سيدا للموقف.

لحظات من الصمت الرهيب يضفي بظلاله على منعطف كئيب ترتاب النفس أن تسلك مسلكه.. لكن على مايبدو أن هناك شبحا يتوارى خلف الظلام.. يقترب أحيانا ويبعد أحيانا أخرى..

يحاول أن يختفي عن الأعين الزهيدة التي تتلصصه من المارة.. فوحشة المكان حالت دون أن تتلصصه أحد.. ثمة حركة غير عادية ملئت هذا المنعطف اللعين.

صار الشبح أشباحا تنطلق من بينهم أصوات وضجيج وضحكات ساخرة شقت جدار الصمت الرابض ثنايا المنعطف تتصاعد من أفواههم أبخرة دخانية كثيفة.. وكأنهم عفاريت خرجوا لتوهم من قنديل سليماني لعصر سحيق.

استمرت الضحكات وعلت الصيحات وتبعتها فوضى عارمة..

مسحة من الجنون أصابت المكان وبسيمترية غريبة وفجائية.. حدث شيئا ما لكن يا ترى ماذا يكون ماذا حدث لهؤلاء الشراذمة؟؟؟

هل سئموا دنيا البشر فعاد العفاريت قناديلهم ومصابيحهم سالمين.

أسئلة عديدة دار مخيلة عجوز من الحي يتلصص الموقف عن كثب خلف ثقوب باب قديم لمدخل بيته الأثري.

كاد العجوز أن يجن من وقع الفضول.. ظل يترقب أوشكت تباشير الصباح أن تنسلخ من عباءة ظلمة الليل..

ومازال العجوز يخيل إليه أنه سيظفر بلحظة سعده.. حينما يدخل أحد العفاريت قنديل القديم، فيغلق عليه ثم يحاول إبتزاره ويطلب منه ما ضنت به الدنيا عليه، ربما يعيد إليه شبابه أوي وجه من حسناء في ربيعها.. أو يغدق عليه بتلال الأموال وكنوز الحياة.. فقد حرم كثيرا وذاق مرارة الفقر والحرمان.

وسط أحلامه وشطحات خيلاءه.. سمع صوت قادم من بعيد لعربة شرطة.. اتجهت صوب المنعطف.. تشجع ففتح بابه الخشبي القديم ليراقب عن كثب.. يشبع فضوله.

سأل أحدهم عما يحدث فقال«غرزة» ضرب العجوز كفا على كف مشدوها تماما ثم عاود فأغلق بابه عليه من جديد.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
 t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى