وسط حالة الهرج والمرج؛ والأفراح الفيس بوكية بتوبة الإخوان؛ وعودتهم الرشيدة إلى طريق الصلاح؛ تذكرت مثل شعبى كانت تقوله جدتى مقترنا برأيها فى كل كاذب:”قالوا للحرامي احلف قال جالك الفرج”.
فما يحدث الآن يجب ألا يسكرنا بنشوة التخلص من صداع الإخوان؛ فلا يلدغ المؤمن من الإخوانى مرتين؛ فما بالك بتاريخ الإخوان الزاخر بكل خداع وكذب وتدليس؛ و”التقية” هى شعارهم ودينهم؛ حتى يأمن المجتمع لهم؛فتكون فرصتهم للانقضاض عليه؛ وخاصة أن من ينتمون لهذا الفصيل فى ورطةٍ اجتماعيّة وسياسيّة ورسميّة أيضاً، فلا خيار أمامهم ولا مفر إلا «التقيّة» والتبرؤ من إخوانجيّتهم؛ والانخراط في المجتمع بشكلٍ طبيعي وبصمتٍ مطبق، وهو مايحدث الآن من انسحابٌ تكتيكي من الساحة.. ألم يلتفت البعض للاختفاء التدريجى لشعار رابعة؛ المقترن بهم فى كل مكان ؛كنت تراه على صفحاتهم فى الفيس بوك وتويتر ؛بل أن بعضهم كان يرفع الشعار على جدران بيته .وكلنا يعلم أن الاخوان المسلمين يؤمنون بمشروعية العمل بالتقية السياسية ؛منذ قيام كبيرهم حسن البنا بمهادنة الانجليز..وأبان ثورة 25يناير كانوا يلتقون بكبار رجال نظام مبارك ؛بينما يأججون الشارع ضده. أن هؤلاء الذين ملأوا الدنيا صياحا ضد نظام مبارك متهمينه بأنه مهادن لأسرئيل ؛ووصفوهم بالقردة والخنازير ؛عندما أصبح عميلهم “محمد مرسى”رئيسا أرسل للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، خطاب تعيين السفير المصرى بأسرائيل ؛ وبدأ الخطاب بـ”عزيزي وصديقي العظيم” ؛ وأعلن التزامه الصريح والواضح باتفاقية كامب ؛التى كانوا يطالبون باسقاطها من قبل!؛بل أن أحد الوزراء الإسرائيليين، أعلن أن ما قدمه محمد مرسي لإسرائيل خلال أشهر لم يقدمه حسني مبارك طوال الثلاثين عاما من حكمه.
وفى الحقيقة أن التقية السياسية عند جماعة الإخوان ليست سلوكاً مكتسباً، وإنما هي سلوك فطري؛ تربوا عليه منذ نعومة أظافرهم؛ فالجميع يعلم أن حسن البنا ظل يحلف كذبًا ليل نهار أن الاخوان المسلمين ليس لهم جهاز سري، يتولى عمليات القتل والإرهاب، مع أن هناك مئات الاعترافات لأعضاء الجماعة وعلى رأسهم محمود الصباغ وصلاح شادي وأحمد عادل كمال، بالجهاز السري وممارساته الدموية في مذكراتهم .والتاريخ سطر بين سطوره تملص مرشد هم حسن الهضيبي من تعاليم أمامهم وواضع أفكارهم سيد قطب عندما هاجم كتاب قطب«معالم على الطريق»، بكتابه «دعاة لا قضاة»؛ ولكن تلك تعاليم التقية على أصولها وكما يقول الكتاب .وبالبطبع لايوجد أخوانياً في أي مكان أوزمان، إلا وكانت التقية دستوره الذى يسير عليه ؛ودينه الذى أنزله عليهم ساحرهم الأكبر حسن البنا .فلا تخدعكم توبتهم ؛فهى توبة إبليس على أمل خروج أدم من رحمة الله.