غير مصنف

سكاكين الفدائيين تولد هستريا الخوف للإسرائيليين وتزعزع اقتصادهم

على الرغم من وجود الآلاف من جنود وشرطة الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، وتعزيزهم مؤخراً بعدة سريات جديدة من حرس الحدود، فإن نسبة الإسرائيليين الذين يشعرون بفقدان الأمن بلغ 80%، بحسب استطلاع أجرته ونشرت نتائجه القناة العبرية الثانية مساء السبت.

أخبار ذات صلة

ويأتي هذا المعطى بعد دخول انتفاضة القدس أسبوعها الثاني، وتنفيذ سلسلة من عمليات الطعن في الضفة الغربية والقدس ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، ولاستخدام الفلسطينيين السكاكين في هذه العمليات ازداد الخوف وسط المجتمع الإسرائيلي من الآلات الحادة من جهة، ومن أي شخص ذي ملامح شرقية يمشي في الشارع من جهة ثانية.

فبحسب صحيفة “إسرائيل اليوم”،  فقد تلقى قسم النجدة والطوارئ يوم 8 أكتوبر/ تشرين الأول أكثر من 25 ألف اتصال من مواطنين إسرائيليين للإبلاغ عن اشتباههم بشخص يحمل سكيناً أو آلة حادة بالقرب منهم، أي بمعدل يفوق ألف اتصال كل ساعة.

ويعكس هذا المعطى الخوف الشديد الذي تسبب به التحرك الشعبي في القدس والضفة الغربية والداخل الفلسطيني، وعدم جدوى إجراءات الأمان التي اتخذتها دولة الاحتلال بنشرها لقواتها في جميع أنحاء البلاد، وبمحاصرتها لغالبية الأحياء العربية في البلد منعاً للاحتكاك.

خسائر اقتصادية

إلى جانب ذلك نشرت صحيفة “ذا ماركر” الاقتصادية العبرية معطيات حول الخسائر التي لحقت بالأسواق الإسرائيلية نتيجة للهبّة الشعبية الفلسطينية، والتي أفقدت الاحتلال أمنه بشكل كبير؛ فبحسب التقرير انخفضت المبيعات في جميع أسواق الأحياء الغربية من القدس المحتلة بنسبة 50%، والأسواق تخلو من المتسوقين وهو ما يثير قلق الباعة وأصحاب المحلات.

وفي هذا السياق، تؤكد الصحيفة بأن الإسرائيليين لم يعودوا ينزلون للأسواق، بل يفضلون اقتناء المشتريات من المتاجر الواقعة داخل بناياتهم، أو من المراكز التجارية القريبة من مكان سكنهم والمزودة بالعديد من رجال الأمن وأجهزة التفتيش؛ إلى جانب ذلك، قال تقرير آخر بأن هناك ارتفاعاً كبيراً بالاتصالات التي تتلقاها شركات خدمات الأمان، إذ يطلب الإسرائيليون توظيف حراس شخصيين لحراسة بيوتهم وحمايتهم أثناء تجوالهم.

وما يدل على ازدياد الخوف والحاجة إلى ضمان الأمان الشخصي بطرق أخرى، هو ارتفاع الطلب على الأسلحة البيضاء وأدوات الحماية الشخصية، فبحسب تقرير في “هآرتس” العبرية فإن “هستيريا الخوف” تصيب المواطنين فيتوجهون لمتاجر تبيع مستلزمات السفر، ويطلبون الغاز المسيل للدموع أو العصي والخناجر، أو المقابض المعدنية المخصصة للدفاع عن النفس.

وفي حديث للصحيفة مع أحد أصحاب هذه المتاجر جاء أن “جميع الزبائن الذين دخلوا للمتجر طلبوا شراء غاز مسيل للدموع، وكل واحد منهم اشترى 4 أو 5؛ أي لكل عائلته”، حتى إن نسبة المبيعات لهذا الصنف زادت خلال أسبوع بنسبة 500%. ووصف هذه الزيادة بأنها “مجنونة، وتدل على هستيريا أصابت المجتمع”، وأشار إلى أن مبيعات الغاز المسيل للدموع زادت عام 2014 بعد موجة العمليات، لكن ليس بهذا الشكل، وهو ما يعكس فقدان الثقة واستيعاب الناس بأنهم مضطرون إلى حماية أنفسهم بأنفسهم.

وفي سياق متصّل، تحدّث أحد الشباب المقدسيين عن مشاهداته في الشارع وهو في طريقه إلى العمل، وقال: إن “مجرد مروري من وسط شارع رئيسي في غربي القدس يجعل الإسرائيليين يبتعدون عني بشكل ملحوظ، ويمشون في هوامش الشارع ليتركوني في الوسط، على الرغم من أني لا أحمل شيئاً في يدي”؛ أي إنهم يخافون من مجرد رؤية ملامح شرقية قد تدل على أن الشخص الذي أمامهم فلسطيني.

وتأتي موجة الخوف هذه بالتزامن مع دعوة مسؤولين في شرطة الاحتلال ورئيس بلدية الاحتلال، نير بركات، المواطنين لاستخراج رخص لحمل السلاح؛ من أجل التسلح ضد الفلسطينيين. وفي حديثه لبرنامج مصوّر عرض على موقع صحيفة “إسرائيل اليوم”، أكد المنسق العام لشركات خدمات الأمن بدولة الاحتلال أن هناك إقبالاً على استخراج الرخص، وطالب الحكومة بتقديم تسهيلات أكثر في إجراءات استخراج رخص حيازة السلاح للإسرائيليين المواطنين، خاصة في القدس المحتلة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى