في خضم الانتخابات الرئاسية الأمريكية، عاشت جماعة الإخوان الإرهابية، أحلام العودة للمشهد السياسي، عبر الدعم المنقطع النظير لـ «بايدن» الكاثوليكي، بين قوسين «إركن الشرعية دلوقت».
والغريب أننا رأينا حالة من الضحالة الفكرية، تروجها أبواق التنظيم عبر المنصات المختلفة التابعة للجماعة الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا، لمباركة الفوز للمرشح الأمريكي، وهو ما يكشف مدى الإفلاس السياسي داخل الجماعة المنفصلة عن الشارع منذ 2013 حين خرج الشعب المصري في معركة تكشف مدى لفظ الإخوان ولقنهم درسًا لن ينسوه ماداموا علىى وجه الأرض.
الراديكالية التنظمية لتركيبة جماعة الإخوان ظلت تعاني من شيزوفرينيا حادة منذ انفصالهم عن الشارع، وملاحقتهم في بلدان عديدة، في واقع يوحي بلفظ الشعوب لهم، وعدم قبلوهم في أي منصب إداري أو مؤسسي يتحكم في تمثيلهم في الخارج، أو في الداخل أيضًا.
وهذا ما دفع الشرذمة المتبقية من هيكل التنظيم العتيق، بأن يبحثوا عن أي نافذة تسهم في اندماجهم داخل نمط المجتمع مرة أخرى، وهو ما بدوره وضعت خطة من القيادات الهاربة في جحور الظلمات خشية الملاحقات الأمنية، بصدور تعليمات بالترويج بأن بايدن هو من سيعدنا إلى الحياة مرة أخرى، ويعيد لنا الأيام الخوالي، مما أدى إلى خروج الذباب الإلكتروني علينا من كل حدب لمناصرة بايدن.
زعم أذناب التنظيم في مختلف البلدان، بأن تنصيب بايدن داخل البيت الأبيض سيضر بالمصالح المصرية، ويحجم تحركات السياسية الخارجية، بما يؤثر علها في عدة ملفات.
وهو حديث أعوج ليس له أي أساس من الصحة، فالدولة المصرية 2020 تختلف كل الاختلاف عن مصر 2013، وهو ما يجعلنا لا نؤمن بالأفكار والخرافات التي تروجها الجماعة الإرهابية لزعزعة الاستقرار وخلق حالة من الفزع داخل أبناء الشعب المصري، والذي يثق كل الثقة في القيادة السياسية الحكيمة.
هل يعلم التنظيم الإرهابي، أن الكارثة التي حلت فوق رؤسهم كانت إبان حكم أوباما، وكان بايدن نائبًا له.
وهو ما يعني أن دعم بايدن من قبل جماعة الإخوان المسلمين إن دل على شيء فهو جهل سياسي جم متعفن داخل عقول القيادات المتبقية، هيئ لهم أن إدارة جو بايدن ستقلب أوضاع المنطقة رأسًا على عقب بعصا سحرية لصالح الجماعة، متناسين أن المصالح السياسية هي التي تحكم، وأن سياسات وأهداف الإدارة الأمريكية في 2011 لا يمكن أن تكون هي نفسها سياساتها وأهدافها بعد 9 سنوات.
الواقع أنني يستحضرني المقولة الشهيرة «لقد أسمعت لو ناديت حيـًا ولكن لا حياة لمـن تنادي»، فتلك آلية التنظيم طول مسيرته منذ نشأته على يد حسن البنا 1928، لم يتغير شيء، عصابة تسعى إلى ذر الرماد في العيون، أينما وجدت.
يا إخوان الظلمات .. مصر الحديثة خرجت من عنق الزجاجة وعدت المرحلة اللي كنا نخاف فيها ونعمل حساب مين هيتحكم في العالم .. يارب تفهموا بقى!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية