أسقطت أحداث الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي فاز فيها جو بايدن مرشح الديمقراطيين عن إمكانية حدوث تحولات دراماتيكية في المجتمع الأمريكي وأزالت الصورة النمطية التي ترسخت لعقود من الزمان تحت وهم أمريكا العظمي وأرض الأحلام .
ومن المقرر تنصيب جو بايدن الفائز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، رسمياً في 20 يناير 2021، ليصبح الرئيس الأكبر سناً في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية عن عمر 78 عاماً.
ووفقاً للدستور الأمريكي، فإن رئيس الولايات المتحدة هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة، وهو أيضاً رئيس السلطة التنفيذية لكل فروع الحكومة الفيدرالية والقائد الأعلى للجيش الأمريكي.
ويعد منصب الرئيس هو أعلى سلطة سياسية في الولايات المتحدة الأمريكية من ناحية القوة والنفوذ .
وفي حالة خلو منصب الرئيس نتيجة الوفاة أو الاستقالة أو العزل يقوم نائب الرئيس بتولي مهام الرئاسة رسمياً لحين انتهاء الفترة الرئاسية.
وهنا نبدأ الحديث عن الفرضيات الضائعة في السيناريو الأمريكي للمرحلة المقبلة، فهل تدخل أمريكا مرحلة الصراع الداخلي والفوضي في حال إصرار ترامب والحزب الجمهوري على عدم الاعتراف بالنتيجة، أم أنها لحظات عابرة وتنتهي؟.
وهل سيعيش بايدن حتى توليه الرئاسة في يناير المقبل.. وهل ستسير الأمور كما يرغب الديمقراطيون؟.
وهل سيكون فوز جو بايدن المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، أملاً في استمرار أمريكا وعدم انهيارها، وفقاً لنبؤات العرافين.
أم ستسير الأحداث في اتجاه تحقق نبوءة ترامب :«إنه في حالة فوز بايدن فهو لن يستمر في الحكم 3 شهور، لتصبح كامالا هاريس رئيسة للولايات المتحدة »، وفقاً لما قاله ترامب، خلال مقابلة خاصة على «فوكس نيوز» في الثامن من أكتوبر الماضي .
وتتميز كامالا هاريس، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، والتي اختارها جو بايدن، نائبة له في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020، بحزمها الشديد في قضايا تهريب المخدرات والعنف الجنسي .
وتعتبر هاريس أول أمريكية لأم من جذور هندية، وتعمل كسيناتورة، وهي الثانية من ناحية كونها أمريكية ذات أصول إفريقية .
وعملت هاريس في الفترة من 1990 إلى 1998 نائبًا للمدعي العام في أوكلاند بكاليفورنيا، وترقت في عملها لتصل في العام 2004 إلى منصب محامي المقاطعة إلى أن انتخبت في العام 2010 في منصب المدعي العام في كاليفورنيا، ورغم أن ذلك جاء بهامش ضئيل، إلا أنها كانت أول امرأة وأول أمريكية إفريقية تصل لهذا الموقع .
وطالبت هاريس خلال حملتها الانتخابية لمجلس الشيوخ بإجراء إصلاحات في مجال الهجرة والعدالة الجنائية، وزيادة الحد الأدنى للأجور، وحماية حقوق المرأة الإنجابية، وقد فازت بسهولة في الانتخابات العام 2016، ونشرت هاريس مع مطلع العام 2020 كتاب مذكراتها بعنوان «الحقيقة التي نمسك بها.. رحلة أمريكية ».
وأعتقد أن العام 2020 لن يغادرنا دون إحداث مفاجآت في المشهد الأمريكي والعالم كله.
وتخاطرني هذه الفرضيات عند مطالعة تاريخ الانتخابات الأمريكية الرئاسية، فبعد إقرار دستور الولايات المتحدة الأمريكية في 4 مارس 1789، فإن جورج واشنطون يعتبر أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية.
وعدد الأشخاص الذي تولوا المنصب هم 45 رئيس خلال 44 فترة رئاسية، حيث تولي جروفر كليفلاند المنصب مرتين بشكل غير متتالي .
وتوفي كل من الرؤساء: وليام هاريسون، وزكاري تايلور، ووارن هاردينغ، وفرانكلين روزفلت بشكل طبيعي أثناء توليهم المنصب.
بينما جرى اغتيال أربعة رؤساء في أمريكا أثناء توليهم المنصب وهم: إبراهام لينكون، وجيمس جارفيلد، ووليم ماكينلي، وجون كينيدي .
ويعتبر ريتشارد نيكسون الرئيس الوحيد الذي استقال من منصبه، بينما يعد فرانكلين روزفلت هو أطول الرؤساء خدمة حيث تولى هذا المنصب لمدة 12 عاماً.
فيما يعد الرئيس وليام هاريسون، هو أقصرهم خدمة حيث توفي بعد 32 يوم من توليه المنصب .
وأما جون كينيدي فهو الرئيس الوحيد من المذهب الكاثوليكي الروماني، في حين أن باراك أوباما هو أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية .
ووصف بايدن الفائز في الانتخابات الرئاسية التي تم إعلان نتيجتها النهائية اليوم 7 نوفمبر بأنها «ستغير » حياة الشعب الأمريكي، وتحدد ملامح أمريكا لسنوات طويلة قادمة فأي تغيير سيحدث!!.
وهل ستتصالح أمريكا والصين أم سيحدث صراع من نوع آخر؟.
وما هي سيناريوهات العلاقة الأمريكية مع روسيا والاتحاد الأوربي والمنطقة العربية وبريطانيا؟.
وماذا عن مشاريع السيطرة عبر الفيروسات أو الفضاء؟، وماذا .. وماذا؟
وهل ستمنح الأيام الفرصة لتحقيق خطط الديمقراطيين أم أن العام 2020 سيمنحنا مفاجآت جديدة تتعلق بتغير موازين القوى وصعود كيانات جديدة دولياً .
وهل تأتي الموجة الثانية من كورونا بموجة سياسية وليست صحية؟.
أتصور أن هناك جديد سيحدث وسيكون خارج التوقعات ليغادرنا هذا العام محافظاً علي طبيعته في عنصر المفاجأة وإحداث التغير في كافة أرجاء الكرة الأرضية.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية