في سينما تعزف على معني الحياة والموت؛ يكون السؤال ماذا لو أصبحت كل أفعال الإنسان في العالم لها عواقبها المباشرة.
هذا ما سنعيشه مع بطل فيلم In Between Dying ، الفيلم الحاصل على جائزتي أحسن فيلم أسيوي؛ والنجمة البرونزية في مسابقة مهرجان الجونة للأفلام الروائية الطويله.
In Between Dying عمل فني له مفرداته الخاصة به، فهناك خلاص مشؤوم ألحقته رحلت البطل بالعديد من النساء المقهورات على طول الطريق، والذي يربطهم جميعًا شيئا واحد وكأنهم نسيج، كما لو كانوا شخصيات من مأساة يونانية.
فيلم In Between Dying دراما تأملية من أذربيجان عن الحياة والموت؛ وما تلعبه الصدفة والروابط العابرة في حياتنا؛ في ظل طرح مليئ بوسائل فلسفية وشاعرية دقيقة؛ حتى أنه من الممكن رؤية تحول الضباب وتغير شكله، بينما يمتزج اللون الأبيض من الضباب مع الأخضر من الجبال من أجل تكوين صورة رائعة للطبيعة.
فيلم In Between Dying هو فيلم درامي عن طريق الإنتاج المشترك الدولي 2020 شارك في كتابة وتحرير وإخراج هلال بايداروف.
الفيلم السابع لبيداروف في العامين الماضيين يعد بمثابة قصة غامضة ومثيرة للغرابة عن رجل لا يستطيع الهروب من الموت.
فيلم بايداروف يميل إلى مناظره الطبيعية الشبيهة بالأحلام، لا سيما تلك التي تتضمن ركوبًا طويلًا للدراجة النارية.
وكأنه صوت سينمائي جديد ومبتكر مع هذه الرحلة الغريبة على الطريق التي تجسد حقًا الشعور بالحياة الكاملة التي نعيشها في يوم واحد.
الفيلم In Between Dying يبدأ بقصيدة كتبها طفل يبلغ من العمر ست سنوات عن مدرس يبحث عن فصل ضائع من الطلاب في ممر به 1000 باب، ولا يطرق بيدروف أبدًا أيًا منهم .
والفيلم يحاول الكشف عن عالمنا وجوانبه المختلفة؛ والتي يتغاضى عنها الجميع؛ ومع ذلك المخرج عاشق استخدام الكاميرا لتتبع الخطوط العريضة للأشياء التي لا يمكننا رؤيتها بأنفسنا من الصور السلبية للحياة نفسها.
الشيء الوحيد الذي نعرفه عن البطل داود (أورخان إسكندرلي)؛ هو أنه يلوم والدته التي كانت على الأريكة لعدم استدعائه إلى المنزل من الجامعة في الوقت المناسب لتوديع والده قبل أن يموت.
البطل يعيش مع والدته في باكو؛ ورغم أنها مريضة وأنها ستموت إذا لم تتناول حبوبها. إلا إنه غير متأثر ويغادر دون إعطاء السيدة العجوز الدواء.
تصاب الأم المريضة بخيبة الأمل ولكنها تدعو الله أن يغفر لابنها؛ لأنه ليس شخصًا سيئًا، بل مجرد شاب ولا يعرف ماذا يفعل.
عندما يقتل شخصًا بمسدسه في المشهد التالي؛ كرد فعل متسرع على الإهانة كمدمن مخدرات؛ ليصبح رجل هارب، ويقضي بقية الفيلم في الابتعاد عن الأتباع الثلاثة الذين يتبعون دربه وكأنهم ضمير مذنب.
البطل يتجه إلى الحقول الخضراء والضبابية والجبلية بالقرب من العاصمة الأذربيجانية؛ يلاحقه ثلاثة رجال يحاولون إيقافه. إنهم يعتقدون أن داود سيجلب الموت عن غير قصد لمن يسير في طريقه، على الرغم من كونه طيب القلب.
يلتقي الشاب بأربع نساء في طريقه، ويغير حياتهن إلى الأبد.
الأولى مقيدة بالسلاسل في حظيرة والدها لمدة خمس سنوات، وتدعي أنها مصابة بداء الكلب منذ أن عضها كلب قبل 10 أيام؛ وهى باحثة عن الحرية؛ ثم نجد جثة والدها ملقاة في التراب بجانبها (الأسنان الجديدة تشير إلى مكان بعض جسده).
والمرأة الثانية مظلومة وضربت من قبل زوجها؛ وبعد التحدث إلى داود، جمعت الشجاعة لقتله.
والمرأة الثالثة تهرب من زواج مجبرة عليه؛ ورابع امرأة تريد أن تدفن حية؛ جميع المواجهات الأربع لها علاقة بالموت.
وفى الحقيقة أصر بايداروف على أي شيء بالفيلم، يعد وكأنه من الأشياء غير الملموسة لوجودنا؛ وهو ليس الحقيقة التجريدية على الإطلاق، بل هو المياه التي نسبح فيها.
وإذا كانت الحياة هي مجرد ما يحدث بين الموت، فإن هذا الفيلم يقدم حجة مقنعة بنفس القدر بأن الموت هو ما يحدث بين الحياة.
كل ما يمكنك أن تجده في الهوامش ليس مصدر قلق بايداروف، فقط أنك تدرك مقدار ما يمكنك رؤيته.
وينتهي كل جزء من الفيلم بشخص ما ميت في أعقاب علاقته بداود، لكن لا يبدو أنه يشعر بهذه الطريقة؛ بل عندما لحق أتباعه بالفتاة المسعورة أخبرتهم أن داود ترك الحب وليس الموت.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية