كشفت صحيفة واشنطن بوست، عن وصول دفعة جديدة من الصواريخ الأمريكية إلى مقاتلي المعارضة السورية، وذلك في أعقاب التدخل الروسي الأخير بسوريا.
وأوضحت الصحيفة نقلاً عن النقيب مصطفى موراتي، القيادي في أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة، أنه تم مؤخراً تسليم دفعة جديدة من الأسلحة والصواريخ وذلك في أعقاب التدخل الروسي بسوريا، مؤكداً أن الحلفاء وعدوا بتقديم شحنات أخرى قريباً، دون أن يُعرف إن كان بين الأسلحة التي ستسلم للمعارضة السورية صواريخ ستينغر التي سبق أن قدمتها الولايات المتحدة للمجاهدين الأفغان وأدت إلى إجبار السوفييت على الانسحاب من أفغانستان.
كما أوضحت ،أن الصواريخ المضادة للدبابات الأمريكية التي تم تزويد المقاتلين السوريين بها، لعبت دوراً بارزاً في تشكيل ساحة المعركة السورية، بل تحول الصراع إلى ما يشبه حرباً بالوكالة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، رغم تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه لا يريد ذلك ويسعى لتجنبه.
تسليم صواريخ BGM-71 TOW الأمريكية إلى فصائل المعارضة السورية، كان من المقرر له أن يجري ضمن برنامج رعته واشنطن لتدريب المعارضة السورية، إلا أن التدخل الروسي الأخير دفع إلى تسريع عملية تسليم هذا النوع من الصواريخ.
وتؤكد الواشنطن بوست أن استخدام هذا النوع من الصواريخ في الهجوم الأخير الذي شنته قوات الأسد بدعم روسي، كان له أثر بالغ في صد هذا الهجوم، حيث ظهرت عشرات المقاطع المصورة التي بثها الناشطون لعمليات استهداف دبابات الجيش السوري الروسية بصواريخ أمريكية الصنع.
وقال جيف وايت من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إنّ ما يجري في سوريا حرب بالوكالة، مؤكداً أنه أحصى تدمير 15 دبابة وعربة في يوم واحد، مبيناً أن ما يجري في سوريا هو حرب بالوكالة جرت بمحض الصدفة وليس بقرار مسبق.
برنامج تسليح المعارضة السورية بصواريخ تاو تشرف عليه وكالة الاستخبارات المركزية، منفصل تماماً عن برنامج تدريب المعارضة السورية الذي تشرف عليه وزارة الدفاع الأمريكية، والذي كان يهدف إلى تدريب فصائل سورية لمقاتلة تنظيم الدولة.
وتتابع الصحيفة أن برنامج التسليح بدأ قبل برنامج تدريب المعارضة السورية الذي رعته وزارة الدفاع الأمريكية، مبينة أنه ومنذ أوائل عام 2014 بدأت عملية تسليح المعارضة السورية بأسلحة نوعية تشكل صواريخ مضادة للدروع وذخائر.
وتؤكد أن السعودية هي من يقوم بتوريد تلك الأسلحة عبر تركيا بموافقة وكالة المخابرات المركزية، وكان الهدف منه الضغط على الأسد للخروج من السلطة، عن طريق التفاوض، لأن واشنطن لم تكن ترغب بانهيار الأسد وترك فراغ بسلطة البلد، إلا أن التدخل الروسي لدعم الأسد لم تكن في الحسبان.
ولا يعرف إلى الآن هل كانت تلك الصواريخ التي تم تزويد المعارضة السورية بها قادرة على أن تفعل ذات الفعل الذي أدته صواريخ ستينغر إبان الحرب الأفغانية من اصطياد المروحيات الروسية، خاصة أن الطائرات الروسية المشاركة في المعارك بسوريا اليوم تقوم بطلعات أكثر كثافة.
يذكر أنه سبق للثوار السوريين أن ناشدوا واشنطن تسليحهم بصواريخ ستينغر أو ما يعادلها لمواجهة التهديد من الجو، غير أن المسؤولين الأمريكيين يقولون إنّ من غير المرجح أن تقوم إدارة أوباما بالموافقة على هذه الطلبات التي سبق أن تم رفضها خشية أن تقع مثل هذه الصواريخ بيد الجماعات المتطرفة.
وتؤكد الصحيفة أن برنامج تسليح الثوار السوريين بصواريخ تاو سوف يستمر، خاصة أن المورد لهذا النوع من الصواريخ -وهي المملكة العربية السعودية- تعهدت بالاستجابة لطلبات الثوار بتزويدهم بمثل هذا النوع لمواجهة التوغل الروسي.
وبموجب شروط هذا البرنامج فإنه يتم تسليم صواريخ بكميات محدودة، وإعادة ما لم يتم استخدامه لضمان عدم تخزينها وعدم بيعها.