نون والقلم

عبدالعزيز النحاس يكتب: تحديات الوزير المقاتل

< مصر تجاوزت مرحلة فارقة فى تاريخها المعاصر، بقدرة ووعى وتماسك شعبها، وتلاحمه مع مؤسساته الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة والشرطة.. فما كان مخططاً ليس إسقاط نظام سياسي فحسب، وإنما إسقاط الدولة المصرية بكل مؤسساتها وهذا ما رآه وعايشه كل مواطن مصرى على أرض الواقع عقب ثورة يناير، وأكدته من جديد رسائل هيلارى كلينتون وزير الخارجية الأمريكية الأسبق مع جماعة الإخوان الإرهابية ودويلة قطر وكل الجهات التى كات معنية بإحداث فوضى خلاقة فى مصر ودول الشرق الأوسط، وهو الأمر الذى خلف آثاراً اقتصادية شديدة الصعوبة، وزاد من حجم الأزمات والتحديات نتيجة المتراكم من المشكلات لسنوات طويلة سابقة،  وظهرت بوضوح فى تهالك وتراجع معظم مرافق الدولة منها شبكة الطرق والمواصلات التى باتت غير قادرة على أداء وظيفتها أو استيعاب الزيادة السكانية والحركة المرورية، وهو أمر صدّر صورة سلبية عن مصر، بسبب تعدد حوادث القطارات والطرق التى أزهقت أرواح عشرات الآلاف من المواطنين سنوياً، الأمر الذى جعل مصر فى مرتبة متقدمة عالمياً فى الحوادث.

< لذلك لم يجد الرئيس عبدالفتاح السياسى منذ بداية توليه المسئولية بديلاً عن رسم خريطة عمرانية جديدة  لمصر ينهى بها كل المشاكل المتراكمة منذ عدة عقود، ويبدأ من خلالها عملية التنمية الشاملة فى كل أرجاء الوطن، وهو ما حدث ورأيناه فى شبكة طرق عملاقة هى الأحدث فى الشرق الأوسط، وأيضاً انشاء عدد من مدن الجيل الرابع وعلى رأسها العاصمة الادارية الجديدة، وغيرها من مشروعات البنية التحتية التى ساهمت فيها بفاعلية الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بقيادة الفريق كامل الوزير الذى حقق معدلات زمنية قياسية فى كل المشروعات التى قامت بتنفيذها الهيئة الهندسية، وكان من الطبيعى أن يتم تكليف الفريق كامل الوزير بمسئولية وزارة النقل والمواصلات لمواجهة كل المشكلات المتجذرة فيها منذ عدة عقود وأدت الى تهالك وتراجع معظم المرافق التابعة لها وعلى رأسها مرفق السكة الحديد الذى فشل فيه عشرات المسئولين وكذلك شبكة الطرق التى تهالكت وعجزت عن استيعاب الزيادة السكانية والحركة المرورية، وغيرها من المرافق مثل النقل العام والنقل البحرى والنهرى الذى لم تستفد منه مصر، وكلها تحديات تحتاج الى وزير مقاتل قادر على مجابهة كل التحديات والصعاب التى استفحلت على مدار عشرات السنين.

< أمس الأول اضطرتنى ظروف خاصة لزيارة مدينة المنصورة، وكان همى الشاغل هو المسافة من بنها وحتى المنصورة، وكم من الوقت يمكن قطع هذه المسافة التى لا تتجاوز 80 كم، خاصة وأن آخر مرة توجهت الى المنصورة لتأدية واجب عزاء كان قبل خمس سنوات، وقطعت هذه المسافة فى أكثر من ست ساعات، ووصلت بعد انتهاء العزاء، بخلاف ما واجهته من مخاطر شديدة.. إلا أننى أمس الأول الثلاثاء بعد أن انتهيت من طريق بنها الحر، والسير على طريق المنصورة فوجئت بأن الطريق قد تبدل ويشهد سيولة مرورية جيدة كما فوجئت بعدد جديد من الكبارى العلوية أمام القرى والمدن والكتل السكانية التى كانت سبباً فى تعدد الحوادث وشل حركة الطريق سابقاً، كما لاحظت أن أعمال التطوير ورفع كفاءة الطريق مازالت جارية، وهو أمر يؤكد ويرسخ ثقة الجميع فى هذا الرجل الذى يعمل بفكر وعقل المحارب فى مواجهة كل التحديات المتعلقة بوزارته.. وقبل أسبوع كنت فى زيارة الى بلدتى لتلقى التهانى بثقة السيد الرئيس وتعيينى عضواً بمجلس الشيوخ، وكان حديث عامة المواطنين عن  ضرورة إعادة تأهيل وتطوير طريق بنها زفتى الذى يخدم أكثر من مليون نسمة، وبات غير قادر على أداء وظيفته بسبب الانهيارات والتعديات وشدة الكثافة المرورية.. ومع أن هذا الطريق طوله ثلاثون كيلو مترًا فقط إلا أنه يخدم عددًا كبيرًا من قرى القليوبية والمنوفية والغربية وانتهاءً بمدينتى زفتى والسنطة، وبات فى حاجة ملحة الى التدخل العاجل الذى عهدناه فى الفريق كامل الوزير حتى يلمس هؤلاء المواطنون النهضة التى تتحقق على أرض مصر فى شتى المجالات.

حفظ الله مصر من كل سوء

نائب رئيس الوفد

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى