” فَقُل لِمَن يَدَّعي في العِلمِ فَلسَفَةً .. حَفِظتَ شَيئاً وَغابَت عَنكَ أَشياءُ ” هكذا أختصر أبو نواس النظرية في من يدعي العلم لأنه أُعطي فرصة للكتابة أو النشر أو إنه وجد من مثله من متابعيه فشدّ بأسه بهم فوجد نفسه (أرسطو) في عالم ( السوشل ميديا ) ، فقام ينبح وينطح ويشطح هنا وهناك وهو أقرب للمهرج منه إلى العالِم أو الخبير أو المُفكر أو الإعلامي والأديب .
لا ينبغي للشخص منّا أن يتحدث عن أمر ليست له معرفة كافية به ، ولا عن أمر لا يتذكر وقائعه بشكل صحيح ، ولا عما لا علم له به أو ما يراه من وجهة نظره هو فقط ، وقد نهانا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عن الظن ، فقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )) الحجرات/ 12 .
من هنا ننطلق في التوجه إلى بعضنا ونقصد ( عقيدة البهلوان ) بين العلم والفلسفة إن كان غير عالم فلا يختار الفلسفة لإن الفلسفة ليست مجرّد مجموعة معارف جزئيّة خاصّة ، بل هي علم المبادئ العامّة كما عرّفها ديكارت في كتابه مبادئ الفلسفة ، وقال أيضاً : إنّها دراسة الحكمة ؛ لأنّها تهتمّ بعلم الأصول ، فيدخل فيها علم الدين ، وعلوم الإنسان والطَّبيعة ، وركيزة الفلسفة عند ديكارت هي في الفكر المُدرِك لذاته وليست إسعراض للأجساد ومميزات الكاميرة .
إن الولوج في مالا يعنيك بقصد المشاركة والظهور قد تصبح ( كبوة حصان ) ويقع الشخص فيها على وجهة وهو لا يدرك ما يفعل ، هناك من لا يحترم المتلقي ويعتقد أنه أعرف الناس ، بل هناك من هم أشد منك إبداعاً وثقافة وتطلّع ومطالعة ويجب أن تكون لديك القناعة الكافية بالآخرين ، هكذا يكون الإبداع ، ومن هنا نقول ان الظهور حق مشروع للجميع ولكن (رُجّ المُخ جيداً .. قبل إستعمال الفمْ .. والقلم ) .
Bin_shama@yahoo.com
رئيس مجلس إدارة مركز الإمارات لإستشارات الموارد البشرية والتطوير
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية