محللون استراتيجيون في الخليج العربي والوطن العربي قالوها بصدق وفخر «نرفع لكم العقال يا أهلنا في الإمارات»، نعم يرتفع العقال بارتفاع الأعناق وشموخ الهامات، وتضحية البواسل من أجل الحرية والكرامة التي لا تخص اليمن وحده وإنما تعني كل الوطن من المحيط إلى الخليج العربي، هؤلاء هم عيال زايد يسطرون ملاحم العز والكبرياء، ويفتحون صفحات التاريخ على أسطورة إماراتية فريدة، تعيد إلى الذاكرة شهامة الأوفياء وكرامة النبلاء الذين أضاؤوا سماء العالم بنور الإخلاص، والذود عن الحياض بنخوة الذين لا طريق لهم غير النضال من أجل كرامة الإنسان، والكفاح بقوة الإرادة والإيمان بأن لا روح تحيا إلا روح الوطن، وكل غالٍ ونفيس رخيص من أجل إعلاء كلمة الحق، وإثبات الحقيقة وإعادة ما سلب إلى أهله وشرعيته..
جيش الإمارات في اليمن نبراس أحلام أصبحت واقعاً يحس به كل من لديه ضمير حي وعقل واعٍ، وقلب ينبض بدماء الصغار، لهذا سمعنا ما ورد على لسان المحللين الاستراتيجيين وما أبدوه من إعجاب وفخر واعتزاز بما أبلاه بواسلنا بالعدو، ورغم ضراوة المواجهة، وشراسة المعارك، إلا أن رجالنا على الأرض وصقورنا في السماء، كانوا طيوراً أبابيل ترمي بحجارة من سجيل على رؤوس من اختبؤوا في جحورهم كالأرانب المذعورة.. والإشادة كانت شهادة من خبراء لم يتحدثوا بعواطفهم وإنما بعقولهم وخبرتهم وتجربتهم عن هذا العطاء القتالي المميز والاستثنائي الذي أبهر القاصي والداني، وأدخل الرعب في أفئدة أصحاب النوايا الخسيسة، وحقق للإمارات نصراً عسكرياً عجزت عنه جيوش جرارة، وتقاعست عنه قوى كبرى..
هذه هي الإمارات، هذا هو شعبها، هبة رجل واحد، وقف الشعب والقيادة بقلب واحد وفكر واحد وعزم واحد، وقناعة واحدة، أنه لا مجال للتريث والانتظار، فالحرب حربنا، لأننا ندافع عن مصيرنا ومصير أمة، لأنها تناصر الحق، ونتبع الحقيقة، لأننا مع الشرعية وضد المنحرفين والضلاليين وشذاذ الآفاق، ضد من يرخص الوطن لحساب شعارات صفراء باهتة لا معنى لها غير أنها تعبر عن ضعف النفوس وضحالة العقول وهشاشة القيم.. ها هم أبناء الإمارات، البواسل يستشهدون والراية مرفوعة في عنان السماء، ترفرف عالياً بالدماء الطاهرة، تظللها أرواح كأجنحة الملائكة.