بداخلي حلم كبير أن أعرف حقيقة المبدع «بانكسي» الذي لم يصل أحد حتى الآن إلى حقيقة شخصيته؛ ذلك المبدع الذي وهب قدر كبير من إبداعه للدفاع عن القضية الفلسطينية ليس من خلال لوحاته واعمله التي يتكلم عنها العالم ولكن بالتبرع بالمال أيضا؛ فلقد بيعت لوحة لفنان الشارع البريطاني بانكسي بسعر ثلاثة ملايين دولار، في مزاد نظمته دار «سوذبيز» في لندن، وذهب هذا المبلغ لمساعدة مستشفى فلسطيني في بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة.
والعمل بعنوان «منظر على المتوسط 2017» ويتألف من ثلاث لوحات. وتمثل اللوحات ثلاثة مناظر لبحر هائج مع عوامات نجاة برتقالية على الشاطئ «في إشارة إلى الأرواح التي زهقت في البحر خلال أزمة المهاجرين في أوروبا»، عرض العمل في فندق «وولد أوف» الذي افتتحه بانكسي في مدينة بيت لحم الفلسطينية في عام 2017.
وتبرع بانكسي بالمزاد لتمويل بناء قسم متخصص في المشكلات الوعائية والجلطات الدماغية الحادة في أحد مستشفيات بيت لحم وشراء تجهيزات إعادة تأهيل للأطفال.
ومهرجان الجونة هذا العام يقربنا خطوات من عالمه الجميل من خلال عرض الفيلم الوثائقى «بانكسي أكثر المطلوبين» لأوريليا روفييه، و شيموس هالي؛ و يقدم هذا الفيلم الوثائقي رؤية لحقيقة ما يطلقون عليه روبن هود الرسام بانكسي؛ حيث تكشف كل مقابلة وتحقيق عن جانب من جوانبه كفنان ملتزم بقضايا البيئة، وعنده موقف إيجابي من اللاجئين السياسيين، شهادات مختلفة يخبرنا بها أولئك الذين يعرفونه وعملوا معه، والذين يستغلونه، والذين يطاردونه، وأولئك الذين يحاولون نسبته لأنفسهم. من خلال تلك الشهادات يضعنا الفيلم في قلب عالم بانكسي الغامض المثير للاهتمام. عُرض الفيلم في مهرجان تريبيكا السينمائي.
فبالرغم من أن هوية بانكسي مجهولة حتى الآن إلا أنه يعتبر واحد من أشهر الفنانين برسومات الجرافيتي التي يستخدمها لإيصال رسائل سياسية واجتماعية مهمة ليعتبر أحد أشكال الفن الحديث.
ومن المعروف أن بانكسي حاصل على جائزة أعظم فنان يعيش في بريطانيا عام 2007؛ وبالطبع لم يحضر لاستلامها حتى لا يتوصل أحد إلى معرفة من هو؛ ومع ذلك قام بانكسي بانتاج أول فيلم وثائقي له باسم (الخروج من متجر الهدايا) في سنة 2010 ورشج لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي في العام التالي.
بانكسى زار فلسطين المحتلة ورسم على الجدار العازل معبرا عن كفاح الفلسطينيين ضد الاحتلال الصهيوني
وقد وثقت أعمال بانكسي وبدقة على الإنترنت حيث يشاهدها الملايين يقوم بانكسى بالتجول عبر العالم ويقوم بالرسم على الجدران. وقام بزيارة فلسطين المحتلة ووضع بعض بصماته على الجدارالعازل؛ ورسم عدة رسومات تعبر عن كفاح الفلسطينيين والاحتلال الصهيوني
بانكسي فنان جرافيتي إنجليزي مشهور ومجهول في نفس الوقت، يعتقد أن اسمه روبرت بانكسي من مواليد سنة 1974 وأصله من بلدة ييات القريبة من مدينة بريستول إلا أنه لا يوجد تأكيد على هوية بانكسي الحقيقية وسيرته الذاتية تبقى غير معروفة، ظهرت رسوماته المختلفة في العديد من المواقع في بريطانيا خصوصاً في مدينة بريستول ولندن وحول العالم .
تتنوع رسومات بانكسي في الموضوع وتشمل بأغلبها المواضيع السياسة والثقافية والأخلاقية.كان عام 2003 أول ظهور لرسوم بانكسي على جدران بريستول، ولندن، وقد أثارت العديد من التساؤلات حول شخصه وأفكاره خصوصاً صورة الموناليزا وهي تحمل قنبلة.
ويتغيب «روبرت بانكسي»، عن الاحتفالات التي يدعى لها التي كان آخرها في مئوية «وعد بلفور».
الطريف أن السائح جيسون ستيليوس كان يسير قرب مغارة الحليب في بيت لحم عندما رأى شخصا يرسم على باب مستخدما أداة رش. وحسب الصورة التي نشرها ستيليوس، أعتقد أنه بانكسي الذي كان منهمكا في أثناء وضعه اللمسات الأخيرة على أحد أعماله الفنية وهي عبارة عن جملة «السلام على الأرض تطبق الشروط والأحكام»، ولم يدرك السائح الأمر إلا بعد مرور أسبوع، عندما تحدث أصدقائه عن الأعمال الجديدة للفنان الغامض وتفاجئ أنها اللوحة التي التقط لها صورة.
والمعروف أن بانكسي أهدى عملا للطواقم الطبية التي تحارب فيروس كورونا في بريطانيا، والتي باتت من أكبر ضحايا وباء كوفيد-19 في العالم، وثمنه تبرع به للجمعيات الخيرية مرتبطة بنظام الصحة الوطني في المملكة المتحدة.
نشر صورة للعمل عبر «إنستجرام» يظهر صبيا يرتدي سروالا بحمالات يلعب مع ممرضة ترتدي عباءة بطل خارق وتأتي بقعة الألوان الوحيدة في العمل الفني هذا الذي يحمل اسم «جايم تشينجر» من الصليب الأحمر المرسوم على بزة الممرضة فيما يظهر سوبرمان وباتمان مهملين في سلة إلى جانب الصبي.
وفي رسالة كتب بانكسى إلى الطواقم العاملة في المستشفيات «شكرا لكل ما تقومون به. آمل بأن يضفي هذا العمل بعض النور على المكان مع أنه بالأسود والأبيض فقط»، وعلق العمل على جدار ممر في مستشفى ساوثهامبتون في جنوب إنجلترا، على أن يعرض بشكل علني ما إن ترفع إجراءات الحجر الصحي حسبما قالت ناطقة باسم بانكسي.
تعددت الروايات حول شخصية الفنان المجهولة، فمنهم من يدعي أنه رصد الفنان أثناء عمله على إحدى اللوحات في شوارع ملبورن في أستراليا وقام بتصويره بالفيديو، فيما قال شخص آخر إنه التقى الفنان في إحدى محطات القطارات وقام بإهدائه لوحة يقدر ثمنها بـ23 ألف دولار بعد أن ساعده على التقاط إحدى علب الألوان التي سقطت من حقيبته، فيما ذكر فلم وثائقي من إنتاج شركة«HBO» الأميركية أن بانكسي هو مجموعة مكونة من 7 فنانين يعملون بإدارة امرأة، وتبقى كل هذه الروايات دون تأكيد.
إلا أن الرواية الأكثر انتشاراً هي أن بانكسي هو فنان محلي من بريستول بريطانيا، اسمه روبن جونينجهام، وتوصل باحث في علوم الجريمة لهذه النتيحة بعد أن اعتمد طريقة عمادها الجغرافيا للتعرف إلى الفنان من خلال تتبع مواقع تواجده وظهور لوحات بانكسي، وأظهرت النتيجة تطابقاً في 140 مكاناً للوحات بانكسي مع عناوين مرتبطة بوجود جونينجهام.
ويحتفظ بانكسى بسرية هويته إلى الآن لأنه يرى أن ذلك يجعل الناس تركز على مضمون الموضوع الذي يطرحه بعيداً عن شخصية الفنان، حيث قال بانكسي: «إذا أردت أن تقول شيئاً يسمعه الناس، عليك أن ترتدي قناعاً».
ويقال إن أعماله متأثرة بالفنان الفرنسي بليك لي رات، من حيث توظيف الموضوعات السياسية في الفن والتعبير عنها بفن الجرافيتي حتى إنه اتبع أسلوب الـ«STENCIL» وهو الرسم باستخدام القوالب الجاهزة وهو الأسلوب نفسه الذي يستخدمه لي رات، الأمر الذي مكنه من رسم جداريات بطريقة سريعة، ويقيم بانكسي بعض المعارض، ولا ينتج أكثر من نسخة للعمل نفسه.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولي