لطالما كان جيش مصر العظيم هو حامي الأرض والعرض، وهو المدافع بشرف وبسالة عن تراب هذا الوطن الغالي وحماية مقدراته.
ولطالما كانت القيادة العسكرية الحكيمة مطلعة علي خفايا الحقائق وبواطن الأمور، فانه كان لزاما أن يكون هناك وعي قومي بحجم هذه المخاطر والتي ازدادت ضراوتها لتصبح مخاطر اقتصادية وسياسية واجتماعية وأيضا عسكرية تحيط بنا من كل جانب وهذا بمقتضاه يعني أننا أصبحنا في مواجهة المخاطر من جانبين:
الجانب الأول: وهو جانب الاستعداد القتالي وما يتضمنه من تجهيزات ومعدات ورصد ومعلومات، وهذا الأمر قد نجحت فيه قواتنا المسلحة بشكل مذهل وبصورة رائعة على مستوي الفرد المقاتل وتدريباته وعلى مستوي تنوع الأسلحة وتقدير الموقف.
وقد أحسنت مصر حين بدأت خطة التنمية الشاملة بزيادة قدرات قواتنا المسلحة لتقوم بحماية ثروات الأمة ومقدراتها، وردع أعدائها، وسيادة قرارها وهنا لابد من الاشادة بهيئة عمليات القوات المسلحة التي أحسنت تقدير الموقف الأمني والاستراتيجي لمصر وفق رؤية حكيمة للقيادة السياسية كانت سباقة في كشف المخططات ورصد المؤامرات التي باتت اليوم واضحة أمام الشعب ليؤكد مرة أخري ثقته الكاملة في قواته المسلحة التي أخذت تعمل في صمت وحكمة علي حماية أمن مصر وتحقيق استقرارها بكل ما قدمته من جهود وتضحيات غالية استحقت التقدير والإجلال من كافة أطياف الشعب وكيف لا وهي عرين الأبطال ومصنع الرجال وحامية الأمة عبر أزمنة عديدة وعصور مديدة.
وهذا هو الجانب الأول وهو جانب الإعداد العسكري بكل مقتضياته وتجهيزاته واستعداداته.
أما الجانب الثاني: فهو جانب الوعي بكم هذه المخاطر ومدي تأثيرها المباشر على الأوطان والشعوب خاصة المنطقة العربية العربية التي يتربص بها المتربصون ويطمع في ثرواتها الطامعون وفي القلب منها مصرنا الغالية والتي كان من قدر الله لها أن تكون حامية الحمي للأمة بأسرها وليقف رجال جيشها اليوم مدافعين عن شرف العروبة وسلامة الأوطان.
وهذا الجانب وهو جانب الوعي بكل هذه المخاطر من حولنا يتطلب إعلاما يقظا وطنيا مخلصا يأخذ بأيدي البسطاء لإدراك الحقائق على وجهها الصحيح ويحفزهم على التصدي والمواجهة لكافة المخاطر.
وهنا لابد من الاشادة بخبراء مصر العسكريين والاستراتيجيين الذين أسهموا في وعي الأمة وعلى رأسهم سيادة اللواء محمود خلف الخبير الاستراتيجي والذي تنفذ كلماته الي أعماق القلوب بما فيها من مصداقية عالية وشفافية راقية أنارت الطريق أمام الناس فأدركوا حجم المخاطر وأدركوا عظمة هذا الجيش الذي ضحي رجاله بالكثير والكثير من أجل مصر وازدهارها.
والشعب اليوم يقف قلبا وقالبا خلف قواته المسلحة الباسلة التي كانت وستظل مهدا للوطنية الصادقة وصرحا للانتماء الأصيل.
ولا زلنا بحاجة إلى زيادة الوعي للعقول جيلا بعد جيل خاصة تلك الأجيال التي لم تشهد حرب أكتوبر المجيدة وبطولاتها الرائعة.
وفي الختام لا يسعني الا أن أقول «أن كل معاني الشكر والتقدير والعرفان تقف عاجزة أمام ما قدمته ولازالت تقدمه قواتنا المسلحة».
حفظ الله مصر وجيشها العظيم
العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية بالجامعة المصرية بكازاخستان
245 2 minutes read