نستهل حديثنا برواية مشهورة وصحيحة؛ قال المسعودي (إن رجلاً من أهل الكوفة دخل على بعير له إلى دمشق في حال منصرفهم عن صفين، فتعلق به رجل من دمشق فقال: هذه ناقتي أخذت مني بصفين، فارتفع أمرهما إلى معاوية، وأقام الدمشقي خمسين رجلاً بينة يشهدون أنها ناقته، فقضى معاوية على الكوفي وأمره بتسليم البعير إليه.
فقال الكوفي: أصلحك الله إنه جمل وليس بناقة فقال معاوية: هذا حكم قد مضى، ودس إلى الكوفي بعد تفرقهم فأحضره وسأله عن ثمن بعيره فدفع إليه ضعفه وبرّه وأحسن إليه وقال له: أبلغ علياً أنّي أقابله بمائة ألف ما فيهم من يفرق بين الناقة والجمل. ويضيف: ولقد بلغ من أمرهم في طاعتهم له أنه صلى بهم عند مسيرهم إلى صفين الجمعة في يوم الأربعاء…) انتهت الرواية…
وهذه الحالة إن وجدت في قوم الشام فهي موجودة في الوقت الحاضر مع التطور العلمي والفكري والثقافي وأصبح بإمكان أي إنسان أن يتأكد من حقائق الأمور بكبسة زر لكن مع ذلك نجد عدم التفريق بين الناقة والجمل موجودة في المجتمع المتأثر كل التأثير بالمكر والخداع والإعلام الضال المضل؛ الفاسد والمفسد؛ الذي يروج لأي شيء يريده والقطيع يصدق بدون تمييز وهذا سببه تغييب العقل بل فقدان العقل؛ كما يكشف عن حالة من التوهان الذهني والفكري الذي أصاب المجتمع؛ بحيث أنه لا يفرق بين مرجع وآخر؛ لا يميزون بين السيستاني وبين الشيرازي !! لا يعرفون مرجع تقليدهم من مرجع آخر !! فما يمر به مجتمع اليوم هو نفسه ما مر به مجتمع الشام؛ بحيث كان لايميز بين الناقة والجمل !!…
وهنا نسأل سؤال؛ من كان لايميز بين مرجع وآخر كيف له أن يميز بين المهدي- عجل الله تعالى فرجه الشريف- وبين مدعي المهدوية ؟ كيف يميز المهدي- عليه السلام- من الدجال والسفياني ؟؟!! بكل تأكيد لا يمكن أن يميزوا وهذا نتيجة تغييب العقول والسير خلف القطيع وترك العقل ألعوبة بيد التفكير الجمعي الذي يسيره الإعلام الفاسد كيف شاء وكيف أراد؛ لهذا يقول السيد الصرخي الحسني في تغريدة له نشرها على حسابه الشخصي في موقع تويتر :-
{{ اللهُ(سُبحَانَه وَتَعَالَى)…مَدَحَ العَقْل وَالقِلّة…وَذَمّ الجَهْلَ والكَثْرة قَالَ الصّادقُ الأمِين(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِه وَسَلَّمَ):{لِكُلِّ شَيْءٍ آلَةٌ وَعُدَّةٌ، وَآلَة الْمُؤْمِنِ وَعُدَّتُهُ الْعَقْلُ…وَلِكُلِّ سَبَبٍ مَطِيَّةٌ، وَمَطِيَّةُ الْبِرِّ الْعَقْلُ…وَلِكُلِّ شَيْءٍ دِعَامَةٌ، وَدِعَامَةُ الْمُؤْمِنِ الْعَقْلُ…وَلِكُلِّ شَيْءٍ غَايَةٌ، وَغَايَةُ الْعِبَادَةِ الْعَقْلُ…وَلِكُلِّ قَوْمٍ رَاعٍ، وَرَاعِي الْعَابِدِينَ الْعَقْلُ…وَلِكُلِّ تَاجِرٍ بِضَاعَة، وَبِضَاعَة الْمُجْتَهِدِينَ الْعَقْلُ…وَلِكُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ قَيِّمٌ، وَقَيِّمُ بُيُوتِ الصِّدِّيقِينَ الْعَقْلُ…وَلِكُلِّ خَرَابٍ عِمَارَةٌ، وَعِمَارَةُ الْآخِرَةِ الْعَقْلُ…وَلِكُلِّ امْرِئٍ عَقِبٌ يُنْسَبُ إِلَيْهِ وَيُذْكَرُ بِهِ، وَعَقِبُ الصِّدِّيقِينَ الَّذِينَ يُنْسَبُ إِلَيْهِمْ وَيُذْكَرُونَ بِهِ الْعَقْلُ…وَلِكُلِّ سَفرٍ(شَعْبٍ) فُسْطَاطٌ يلجؤون إِلَيْهِ، وَفُسْطَاطُ الْمُؤْمِنِينَ الْعَقْلُ}[بغية الباحث 832 للهيثمي، المطالب العالية 2769للعسقلاني، البحار1، ميزان الحكمة3 لريشهري]
هَل يُعقَل…..فِي عَصْرِ التّكنلوجيَا الفَائقَة والتّواصل المُتَنَوّع الشّامِل بالصّوت وَالصّورَة…..يَسُودُ الجَهْل والعَجْز التّام عَن رُؤيَةِ وَسَمَاعِ وَتَشخِيصِ مَرْجع التّقلِيد…إلى المُستَوى الّذِي لَا يُمَيّزُونَ بَينَه وَبَينَ شَخْصٍ آخَر ظَهر فِي مَقطَعٍ فِديَوِيّ وَاضِح…فَلَم يُفَرّقوا بَيْنَ إنسَانٍ وَإنسَان وَلَا بَيْنَ مَكَانٍ وَمَكَان؟! قَالَ الإمَام الكَاظم(عَلَيه السّلَام): {إِنَّ اللهَ(تَبَارَكَ وَتَعَالى)أَكْمَلَ لِلنَّاسِ الْحُجَجَ بِالْعُقُولِ…وَنَصَرَ النَّبِيِّينَ بالْبَيَانِ(بالتِّبيَان)…وَدَلَّهُمْ عَلى رُبُوبِيَّتِهِ بِالْأَدِلَّةِ…..ثُمَّ ذَمَّ الَّذِينَ لَايَعْقِلُونَ…..ثُمَّ ذَمَّ اللهُ الْكَثْرَةَ…..ثُمَّ مَدَحَ الْقِلَّةَ…..ثُمَّ ذَكَرَ أُولِي الْأَلْبَابِ بِأَحْسَنِ الذِّكْرِ، وَحَلاَّهُمْ بِأَحْسَنِ الْحِلْيَةِ}. [الكَافِي1كِتَاب العَقْل وَالجَهْل] الصّرخي الحسني ..}}
للإطلاع على كل ما يصدر من سماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني يرجى إتباع الروابط التالية :- twitter.com/AlsrkhyAlhasny
twitter.com/ALsrkhyALhasny1
instagram.com/alsarkhyalhasany
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية