لا أمل يمكن أن نعول عليه كثيرًا، ما لم تغادرنا مفردات شتى داخل ثقافتنا المجتمعية العتيقة، وبما تضمه من ممارسات بالية ما أثمرت يومًا نجاحًا نبني عليه.
وفى ذات السياق كان هناك خطاب جامد لم يصل على نحو فعال ما بين مؤسسات الدولة والرأي العام من قواسم مشتركة تؤسس وترسخ لمفهوم الدولة ككيان قانوني بديلاً عن العشوائية التي سادت وتوحشت منذ أكثر من نصف قرن وباتت تشكل واجهة مسيئة لمصر والمصريين.
والملاحظ أن هذه البؤر أنتجت ما هو أخطر من طمس المشهد الحضاري الذي عرفته مصر وعايشته قبل كثير من دول العالم، بعد أن تحولت بعض هذه المناطق إلى حضانات للجهل والتطرف والإرهاب والبلطجة والمخدرات، وكانت في أوقات خارج سيطرة الدولة، كما أنها كانت سببًا من أسباب الفوضى التي عانت منها الدولة المصرية.
قضية الرئيس عبدالفتاح السيسي الأساسية أن لديه رؤية وطنية محددة وحاكمة لمفهوم الدولة.. وهو ما يتعارض مع موروث مجتمعي بال ممتد منذ سنوات طويلة وتسببت فيه أنظمة سابقة وعجزت عن مواجهته حتى صار عرفًا سائدًا في المجتمع وهو أن تخالف فى البناء، وأن تستولى على أملاك الدولة وأن تشتري موظفي بعض الأجهزة الإدارية والمحلية، وأن تخالف القانون بسطوة المنصب أو الرشوة والمحسوبية وغيرها من الأعراف البالية في الدولة العميقة، التي تجابه الآن كل محاولات التطوير وبناء الدولة الحديثة.
لذلك لم يع البعض منذ عدة سنوات سر انفعال الرئيس عندما قال «إحنا شبه دولة» بسبب حالة الترهل والتفكك التي كانت عليها أجهزة ومؤسسات الدولة وحالة الفوضى التي سادت المجتمع بعد أن تم تغييب الدولة عن عمد على يد الجماعة الإرهابية، مما أدي إلى استفحال وتجذر المشاكل.
ومن الطبيعي أن مواجهة هذا الوضع المعكوس سوف يلقى مقاومة من أصحاب المصالح ومن الموروث المجتمعي الذي اعتاد على غياب القانون أو مخالفته، إضافة إلى المتربصين من فلول الجماعة الإرهابية سواء بالداخل أو الخارج، لكل إجراء تقوم به الدولة المصرية لتصحيح مسارها، وتصوير الأمر وتصديره على أنه استهداف أو مزيد من الضغوط على الناس، بهدف دغدغة مشاعر الناس والاستمرار فى المحاولات البائسة لتأليب الرأى العام.
مؤكد أن حديث الرئيس السيسي بالإسكندرية أثناء افتتاح عدد من المشروعات الجديدة، كان حديثًا معبرًا عن الغالبية العظمى للمصريين، وعن الطموحات الشعبية الكبيرة التي تتناسب وحجم الدولة المصرية في الحداثة والتطور والنمو.
والمؤكد أن تبني الرئيس منذ توليه المسئولية لنهج ورؤية محددة، أنتجت انجازا جادا مبدعا خلاقا في فترة وجيزة، كانت سببًا في مزيد من تماسك وترسيخ العلاقة مع الشعب، وبما عهده الجميع من وضوح وشفافية فى مواجهة ومعالجة كل القضايا الوطنية بهدف الوصول إلى بناء دولة وطنية حديثة ومن خلال مسارين متوازيين: أولهما فتح شرايين جديدة للدولة المصرية من خلال مضاعفة المساحة المستغلة من أرض مصر بمجتمعات عمرانية جديدة كأحد عناصر التنمية الشاملة سواء فى خلق فرص عمل فى بناء حوالى 15 مدينة جديدة إضافة إلى فرص جديدة في الاستثمار الصناعي والزراعي والتجاري المرتبط بهذه المجتمعات لملايين المواطنين.
وبالتوازى مع هذا المسار كانت الدولة المصرية حاضرة وبقوة فى مواجهة ومعالجة كل المشاكل المتجذرة في المدن القديمة وعلى رأسها القاهرة والإسكندرية بهدف إحياء وتحديث كل الخدمات والمرافق واستعادة الوجه الحضارس مرة أخرى، وهو طموح كل مصري محب وغيور على وطنه، وليس أدل على ذلك من تداول كثير من المصريين لصور القاهرة وجمالها فى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي وتندرهم على هذا الزمن الذي كانت فيه القاهرة قبلة الشرق وتاجه.
وفي يقيني أننا جميعًا كمصريين نزهو الآن بما تحقق من تطوير وتحديث ومشروعات نلمسها في الواقع على الطرق والكبارى وغيرها من المشروعات العملاقة على امتداد أرض مصر.. وفى غضون سنوات قليلة جدًا ومع الانتهاء من العاصمة الإدارية والمدن الجديدة واختفاء العشوائيات والانتهاء من تطوير القاهرة وافتتاح متاحفها.. سوف يفخر جميع المصريين بوطنهم وتحضرهم واستعادة أمجادهم بواقع جديد يضيف لماضيهم.
حمى الله مصر من كل سوء
نائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية