اختلف الكثير منّا وشكك البعض في تصحيح المثل القائل «الوقت كالسيف إن لم تقطعة قطعك» والطامة الكبرى أن بعض المشككين ما هم إلا أناس ثقافتهم هزيلة وقرآتهم أضعف وبحثهم سطحي، ولكن في صدد تصحيح هذا المثل أنصح الباحثين إلى أن يبحثوا بشكل حقيقي في الكتب أو المصادر الموثوقة لكي لا يصيبوا قوماً بجهالة .
حقيقة المثل هي «الوقت كالسِّيَفْ إن لم تقطعة قطعك»، ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله هذه المقولة التي قالها الإمام الشافعي – رحمه الله – في كتابه «الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي» ونصها كما يلي : قَالَ الشَّافِعِيُّ – رحمه الله: صَحِبْتُ الصُّوفِيَّةَ فَلَمْ أَسْتَفِدْ مِنْهُمْ سِوَى حَرْفَيْنِ أَحَدُهُمَا قَوْلُهُمْ : «الْوَقْتُ سِيَفٌ، فَإِنْ قَطَعْتَهُ وَإِلَّا قَطَعَك»، وَذَكَرَ الْكَلِمَةَ الْأُخْرَى: «وَنَفْسُكَ إِنْ لَمْ تَشْغَلْهَا بِالْحَقِّ وَإِلَّا شَغَلَتْكَ بِالْبَاطِلِ» فسأله الأمام أحمد: وما السِيَفُ ؟ فرد قائلاً : السِيَفُ هو الماء الجاري بين ضفتين .
ومن هنا ننطلق في تصحيح الكثير مما تعلمناه بشكل سطحي وبما أن البعض أعتمد على وجهة نظرة وما تعلمة فيرى الآخرين على خطأ من قلت المعرفة وهو الأصح، فقد قال الله عز وجل ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ سورة الْكَهْفِ ، بالتالي نجد الكثيرون منا كذلك يستمعلون كلمة ( إستغلال ) في الحوار والنصح بمعنى إغتنام أو إستشمار ويقولون: «استغل الفرص والوقت» وهم على خطأ في إستخدام هذه المفردة لأن كلمة إستغلال تعني «استغفال» أو نصب أو سرقة وهي مفردة سلبية كما تكره أن يسميك أحدهم بالاستغلالي مثلاً ، وهذا تصحيح آخر .
هناك الكثير مما تعلمناه من المجتمع من الذين ليست لديهم دراية وتعودنا على تكرار ما سمعناه ونصرّ على أنه هو الصواب، بل على العكس إن كان هناك من يدلّني على ما هو أصوب فأهلاً بالتصحيح وكلنا آذان صاغية ونبقى تلاميذ في هذه الحياة وأخيراً ليس آخراً لا تعتمد على العمّ «قوقل» فقط إن كنت تبحث عن الحجة .
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية