تحتفل الأمة الإسلامية والعربية ذكرى الهجرة النبوية الشريفة والتي جائت انطلاقة عالمية لتكوين مجتمع إنساني مدني يطبق كل التعاليم السماوية في الأخوة الإنسانية واحتواء الأخر و إقامة الدولة الإسلامية، وتأصيل مبدأ الأخوة بالله، ووحدة الصف من خلال وقوف المهاجرين والأنصار في صف للجهاد في سبيل الله، وبناء قوة الدولة الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية ووضع الإتفاقيات المدنية التي تسمح للأقليات غير المسلمه بالتعايش السلمي والإنخراط في دولة العدالة الإجتماعية والمساواة بين الجميع فلافضل لعربي على أعجمي الإ بالتقوي.
والشريعة السمحاء تنظم حياة الناس وشئون المجتمع المسلم وتحرص على تيسير حياة الناس ومتطلبات الأفراد والمجتمعات دون تقصير أوعنف والخطاب الديني خطاب عاقل مستنير مبنى على ثقافة الفهم ومراعاة المصلحة العامة لجماعة المسلمين جميعا.
وحذرت الشريعة السمحاء من خطورة الفتنة والتعصب الممقوت وثقافة الهمجية والجهل بأمور الدين والدنيا والأية القرآنية دليل واضح على سياق الكلام قال تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» والأية تخاطب العامة بخطاب حضاري يضمن سلامة وأمن المجتمع حتى الدين قد أعطى الحرية الكاملة للمواطنين في آرائهم وأفكارهم وطريقة التعبير عنها لكن أوقف الحرية الغير مسئولة والتي تدمر العقول وتنشر التطرف وتعطل مصالح المواطنين وتخرب اقتصاد الدول والمجتمعات فمبادئ الدين واضحة «لاضرر ولاضرار».. رافضا الظلم بشتى صوره فالإسلام دين العدالة والأخوة الإنسانية..
في الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَشْكُو جَارَهُ، فَقَالَ: (اذْهَبْ فَاصْبِرْ) فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ: (انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ) فَطَرَحَ مَتَاعَهُ فِي الطَّرِيقِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْعَنُونَهُ: فَعَلَ اللَّهُ بِهِ، وَفَعَلَ، وَفَعَلَ، فَجَاءَ إِلَيْهِ جَارُهُ فَقَالَ لَهُ: ارْجِعْ لَا تَرَى مِنِّي شَيْئًا تَكْرَهُهُ! (رواه أبو داود، وقال الألباني: حسن صحيح) وهكذا كاان الفعل حكيما والرد طيبا وقد حظر الله تعالى المنافقين ومشعلي الفتن وأصحاب المصالح من تدمير البنيان الإجتماعي والنيل من سلامة المجتمع
قال الله تعالى في كتابه الكريم سورة الأحزاب «لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا فالدين حرية مسئولة وليس تعصب والمنهج متطرف ولا فرض رأي بالقوة ولا بلطجه اواعتداء على مؤسسات الدولة كل هذه الأمور ليست من الدين في شيئ وأعمال ممقوته ومرفوضه ويعاقب فاجعلها عقابا دنيويا وأخرويا والرسول صلى الله عليه وسلم كان حريصا على هداية الناس الي محبة الله ومعيته والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنه والتعاون على البر والتقوى قال تعالى «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ».
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t - F اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية