نون والقلم

صلاح صيام يكتب: عظام في زمن الاقزام فيلسوف يسكنه «ابن رشد» (2-4)

نواصل الحديث عن الفيلسوف العظيم الدكتور عاطف العراقي الذي دعا الدول العربية إلى إحياء تراث «ابن رشد» وصناعة فيلم سينمائي ضخم عن حياته وأفكاره مثل فيلم «صلاح الدين الأيوبي» وللأسف كان هناك مشروع للمخرج الراحل حسام الدين مصطفي لإنجاز فيلم عن ابن رشد لم يكتب له النجاح ولذلك دعا لإنتاج مسلسل تليفزيوني ضخم ليعرف كل العرب من هو ابن رشد كما يعرف الفرنسيون «فولتير» ويعرف الانجليز «شكسبير».

أخبار ذات صلة

وحول الفيلم الذى قدم عن ابن رشد قال «العراقي» :للأسف الشديد الفيلم يتضمن الكثير من المغالطات التاريخية من أوله إلى آخره ابتداء من الخلط بين الخليفة الأب الذي رعي ابن رشد والخليفة الذي حدث في عهده نكبة ابن رشد مرورا بالتركيز علي إحراق بعض كتبه في أن الحريق شمل أكثر من كتاب ورسالة لابن رشد وغيره، وظهور صورة الأهرام وأبو الهول وهذا لم يحدث إطلاقا وهو نوع من تزييف الحقائق وجهل شديد، والفيلم لا توجد به إشارة الي الفيلسوف الذي عاصر ابن رشد ويرجع له الفضل في تقديمه إلى الخليفة وأخيرا يظهر الفيلم ابن رشد في صورة أقرب إلى السخرية لا هم له سوي الأكل والشرب وبعض المواقف التي لا تعبر عن عظمته، وتجاهل أفكاره التقدمية والتنويرية التي تعد باقية وخالدة حتى الآن.

ووصف «العراقي» الزعيم مصطفى النحاس بأنه أعظم رئيس وزراء في تاريخ مصر الحديثة، قدم لها العديد من المشروعات العظيمة وحافظ على اقتصادها، ورعي أبناءها، وطالب بضرورة إدراج أعماله في كتب.

وقال العراقي عن النحاس: «لا يمكن إطلاقاً إغفال الدور العظيم والرائد الذي قام به أعظم رئيس وزراء في تاريخ مصر الحديثة منذ أيام محمد علي، فمصطفى النحاس باشا له بصمات مؤثرة في تاريخ مصر والمصريين ولا يصح أن نكون كالقطة التي تأكل أبناءها بل يجب أن نكون كالقطة التي ترعي أبناءها وتدافع عنهم.. الزعيم مصطفي النحاس، رجل أقدره بغير حدود، لقد جعل حاضرنا أفضل من ماضينا، وسعي إلى أن يكون مستقبلنا أكثر إشراقاً، وأذكر أنه كان من أكثر رؤساء الوزارات في مصر عطفاً علي الفقراء ومتوسطي الحال، وكان يوم انتخابه عيداً لكل المصريين، وكان يبدأ حياته السياسية بكل وزارة يتولاها بمنح مكافأة أو منحة للجميع، وكانت تمثل البهجة والفرحة للطبقات الفقيرة والمتوسطة أيضاً، والمتأمل في المشروعات التي تحققت في أيام مصطفي النحاس يلاحظ قوة الاقتصاد في عهده.

وأذكر أن جريدة المصري قبيل حركة الجيش قد جاء عنوانها الرئيسي يتحدث عن ميزانية مصر ووصفها بأنها أكبر ميزانية في تاريخ البلاد، وقد رأيت النحاس بنفسي أكثر من مرة حين كنت صغيراً وقرأت واستمعت إلي خطاباته ومنها الخطاب التاريخي الذي ألقاه بمجلس النواب الذي جاء فيه «باسم مصر وقعت معاهدة 36 وباسم مصر الآن أطالبكم بإلغائها» خطاب كله حكمة ورؤية مستقبلية.

ونكمل في الحلقة القادمة إن شاء الله

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى