نون والقلم

احمد الملا يكتب: الصرخي مستفهمًا.. هل تعارض شهادة المثقفين تسقط عرفان الصدر؟!

عندما سئل السيد الصدر عن العرفان وعن كونه هل هو الزعيم الأوحد للعرفان؛ لم يعط جوابًا مباشرًا بل أعطى مقدمة عريضة بحيث بين أن العرفان قبل مجيء الثلاثة ( الخميني– السبزواري- الصدر ) كان غير مشروع والناس تنفر منه إلى أن سبب الله الأسباب وجاء الثلاثة فصار مشروعًا.

هكذا قال السيد الصدر في لقاء الحنانة؛ إذن هؤلاء الثلاثة هم من شرع العرفان وهم زعمائه؛ الخميني عنده شمة عرفان وهذا ما اكتشفه السيد الصدر من خلال خطاباته عن طريق الإذاعة الإيرانية!! والسبزواري كانت عنده جنبة عرفانية عرفت من خلال بعض كتبه وبعض جلساته!! والسيد الصدر كان جماعة من المثقفين دينيًا يحسنون الظن بجنبته الباطنية التي لا يعرفها إلا الله !! ..

الخميني والسبزواري متوفيّان ولم يبقَ إلا السيد الصدر؛ إذن السيد الصدر هو الزعيم الأوحد للعرفان!! هذه هي النتيجة النهائية من جواب السيد الصدر عن الزعامة الأوحدية عن العرفان؛ فهو لم يجب على السؤال بطريقة مباشرة لأنه لو قال- نعم أنا الزعيم الأوحد- لكان في الأنا مسيطر على الجواب والأنا مسقط للباطن ولا يتناسب معه؛ لذلك كان الجواب عبارة عن دوامة حتى يفهم السائل والسامع أن السيد الصدر هو الزعيم الأوحد!!! وهذا كله بالأساس مخالف لأسس العرفان لأنه لاتوجد فيه زعامة أوحدية ولا أي شيء لأنه أساسًا عبارة عن علاقة بين العبد وربه؛ لكن وكما يبدو البحث عن الشهرة وحب الظهور كان قد أخذ مأخذه من السيد الصدر الله يغفر له ..

لمن يريد معرفة التفاصيل أكثر يرجى الإطلاع على تغريدة السيد الأستاذ الصرخي الحسني ذات التسلسل 35 من بحثه الموسوم ( أستاذنا الصدر .. العرفان اضطراب ) حيث قال فيها :-

{{35- لِصّ الحَمّام …الشّهرَة… حُسْن ظَنّ المُثَقّف!!!

1- المَعروف عَن التّصَوف وَالعِرفَان، أن يَتَوَجّه العبدُ خَالِصًا إلى الله سُبحَانَه، وَيَنقَطع كُلّيّا عَمّا سواه، فَيذلّ النّفس إلَى مُنتَهَى الضّعة وَالإذلال مَع الإعرَاض التّام عَن شَهَوَات الدّنيَا وَمُغرِيَاتِها!! قَالَ الجنيد:{أخَذْنا التصوّفَ عَن الجُوعِ وَتَركِ الدّنيَا وَقَطعِ المَألوفَات…لأنّ التّصوّف هُو صِفَة المُعامَلة مَع الله تَعَالى وَأصْله التّعزّف عَن الدّنيَا}[الرّسَالة القشيرية430 ، طَبَقات الصّوفيّة 131، النّثر الصّوفيّ لخالد حوير 179]

2- هَل يَتَناسَب هذا مَع السّمعَة وَالشّهرة بَين النّاس والسكوت عنها لِعدّة سِنِينَ بَل وَتَسبيبها مِن الأصل؟! وَهَل يَتَنَاسَب مَعَ البَحث عَن مُثَقّفين يُحسِنونَ الظّن بالشّخص، كي يَجعَلها شَهَادَةً عَلى تَصَوّفِه وَعِرفَانِه وَصِحّة بَاطِنِه؟! إنّها تَزكيَة نَفْسٍ غَريبَةٌ مُستَهجَنة!…

3- قَالَ الأستَاذ: {أنَا أيضًا يَدّعِي النّاس أنّه لِي جَنَبة بَاطِنِيّة… وأيضًا أقول أنّ جَمَاعَة مِن المُثَقّفِين!! وَخاصّة مِن المُثَقّفين دِينيّاً يُحسِنونَ الظّن بي!! وَلا يُحتَمَل أن يَكونَ اتّجَاهي البَاطِني بَاطلا!! فمن هذِه النّاحيَة أيضًا صَار هناك قَرينَة على صحّة الاتّجَاه البَاطِنيّ!!}[الحنّانة 3، مواعظ ولقاءات 54]…

4- لِتَحديد الأعلَم من أجلِ التّقليد، يوجَد عِدّةُ طُرق، مِنها شَهادَة عَدلَيْنِ، فَهَل يُشتَرَط فِي المُثَقّف، الشّاهد عَلَى العِرفَان، نَفسُ ما يُشتَرَط فِي الشّاهد عَلَى أعلمِيّة المُجتَهد الفَقيه؟!…

5- في حَال تَعَارُض شَهَادَات المُثَقّفينَ، فَهَل تَسقط الشّهَادَات؟! وَلَا يَخفَى أنّ التّعَارُضَ ثَابتٌ قَطعًا، حَيث يوجَد دَائِمًا مَن يُسِيء الظّنّ فِي مُقابِل مَن يُحسِنه؟! مَع مُلَاحَظَة أنّ الّذينَ يُسيئونَ الظّنّ بالأستَاذ كَانوا وَمَازالوا أضعَاف الّذين يُحسِنونَ الظّنّ به!!….

6- لِنَطّلع الآن عَلى حِكَايَة «لصّ الحَمّام» الشّيخ السّالك الصّوفي الّذي لَم يَرضَ أن يَعرفَ النّاسُ أنّه مِن أهلِ الصّلاح، فَبقيَت نفسُه غيرَ مُستَقِرّة ولَا سَاكِنَة حَتّى صَارَ مَعروفًا بلصّ الحَمّام!! قَالَ الغَزالي: {لَقَد انتَهَى المُريدونَ لِولايَة الله تَعالَی في طلب شروطها؛ بِإذلال النّفْس إلى مُنْتَهَى الضّعَة والخِسّة… حَتّى رُوِيَ أنّ ابن الكُرَيبي(وَهُوَ أستَاذ الجَنيد)، قَال: [نَزَلتُ فِي محَلّة، فَعُرِفتُ فِيها بِالصّلَاح، فَتَشَتَّتَ عَلَيَّ قَلبِي، فَدَخَلتُ الحَمّامَ وَعَدَلتُ إلَى ثِيَابٍ فَاخِرة فَسَرَقتُها وَلَبَستُها ثُمّ لَبستُ مرقعَتِي فَوقَها وَخَرجتُ وَجَعلتُ أمشِي قَلِيلًا قَلِيلًا، فَلَحَقونِي فَنَزَعوا مرقعَتِي وَأخذوا الثّيابَ وَصَفَعونِي وَأوجَعونِي ضَربًا فَصرتُ بَعدَ ذلِك أعرَفُ بِلِصّ الحَمّام فَسَكنَت نَفسِي]}…

7- يُكمِل الغَزالي كَلامَه بِالقَول:{فَهكذا كَانوا يُرَوّضونَ أنفسَهم حَتّى يُخَلّصَهم اللهُ مِن النّظَر إلَى الخَلْقِ ثُمّ مِن النّظَرِ إلَى النّفسِ، فَإنَّ المُلتَفِتَ إلَى نَفْسِه مَحجوبٌ عَن الله تَعَالَى، وَشُغله بِنَفسِهِ حِجَاب لَه، فَلَيس بَينَ القَلب وَبَينَ الله حجَابُ بُعْدٍ وَتَخلّل حائِل، وَإنّمَا بُعْدُ القلوبِ شغلها بِغَيرِه أو بِنَفسِها، وأعظَمُ الحُجُب شغلُ النّفس}[إحيَاء علوم الدّين:كِتَاب المحبّة والشّوق والأنس وَالرّضَا: مِن حِكَايَات المُحِبّين وَأقوَالهم وَمكَاشفَاتهم] الصّرخي الحسَنيّ ..}}…

لكل من يريد أن يطلع على بحوث السيد الصرخي الحسني التي ناقش فيها عصمة السيد الصدر ومؤلفاته كالموسوعة المهدوية والمؤلفات الأخرى يرجى إتباع 1- هذا المعرف على موقع تويتر : @AlsrkhyAlhasny

2- على الفيس بوك يرجى إتباع الرابط – المختصر – الخاص بصفحته الخاصة : http://www.facebook.com/Alsarkhyalhasny

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى