نون والقلم

د. عبد الله بن شماء يكتب: جماجمنا.. متساوية

جميعنا تقريبا نملك نفس حجم الجمجمة بوجهٍ عام، وأستثني بعض النساء أو من خُلق بما يسميه البعض بتشوهات ولكن هذه الجماجم تحمل القدر الكافي من مادة الدماغ في رؤوسهم.

إن جميع العقول تدرك أعباء الحياة ولديها الأدوات الكافية لإدارة حياتهم، ولكن لماذا نسمي بعض العقول بالعبقرية وبالذكاء والفطنة؟ كما نسمي بعض العقول بالمجنون و (الغبي).

كل الأشياء التي يريدها الإنسان من أماني فهي في عقله كما إن هناك أشياء تكون كذلك في عقله مثل الألم والتوتر وخيبة الأمل كل هذا يحدث في أذهان البشر، وهنا سؤال هل هناك درجات للذكاء أم هناك جرعات تجعل العقل البشري عبقري!؟  أم هناك توازن نفسي يخلق الإبداع ويرتقي العقل به إلى أعلى الدرجات؟ فهناك كذلك ذكاء منحرف يجعل من بعض البشر لصوص ونصابين ومخادعين!! تُرى أين السرّ في هذه النظرية؟

إن لم يكن لديك عقل لربما تشعر إنك بخير أكثر ولذا نجد بعض البشر يذهب إلى الكحوليات ليقدم إلى العقل بعض الوقت ليكن خالي من التفكير ويحصل على بعض الهدوء والبعض الآخر يذهب إلى الصلاة والسجود وقراءة القرآن لنفس السبب، إذاً العقل يحتاج إلى أجازه من التفكير الفعلي لكي يقرر أن يصبح عبقرياً أو منحرفاً حتما حسب من تتعامل معه والمحيط هو أول سبب في بوصلة التفكير واختيار المصير.

قد يكون العقل مصدر إزعاج وفشل عند البعض الأشخاص لأنه يعتمد عليه في كل الأحوال فيستهلكه حتى يقف عن التفكير أو أن يجعله مصنع للبؤس والخسارة وهو يظن أنه ناجح فقد قال ربُ العزّة ((قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)) وفقد وصفهم رب العزة بالأخسرين وليس الخاسرين وهو ما أدنى من الخاسرين (الأخسرين).

دعونا نتوقف قليلًا مع الآية القرآنية الكريمة، فالآية تبدأ بلفظ (قل) وفي هذا إشارة إلى أن المقصود بالآية هو من عاند وأصر على الضلال فبقي بعيدًا عن الموضع الذي ينبغي أن يكون فيه، وكذلك إنهم ينكبّون على الأمور الدنيوية المادية ويكتفون بها، ليس هذا فحسب بل إنهم يعتقدون اعتقادًا جازمًا أنهم يقومون بأمور عظيمة ومهمّة وهم على صواب.

يجب على الإنسان منّا أن يرى كيمائية حياته هل هو مشلول؟  هل هو معدم؟  هل هو مع الله أم هو مع أهوائه؟ وهمه الأوحد أن يجد ما يريد في الدنيا وتناسى ما قدمه الله له، وبعضنا يرى إن كل نصيحة له استفزاز ((أولئك هم الخاسرون )) وناهيك عن المخببين ، أن جماجمنا .. تقريباً متساوية.

رئيس مجلس إدارة مركز الإمارات لاستشارات الموارد البشرية والتطوير

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى