إنكشفت أرواق كثيرة حول كارثة لبنان والانفجار واندلعت ألسنة أكثر في التحليل والتنبؤ والإتهام والتسبب ولبنان يعيش مثل ما تعيش ( الحسناء العمياء) حيث يجرحها التخبط من كل مكان وهي لا ترى والبعض ينظر لها بعين الغريزة رغم أنها لا تبصر طمعاً في جمالها وفتنتها الخلابة .
وعندما وصل رغيف الخبز إلى 2500 ليرة حينها نقت الضفادع وهي في المستنقع والمجندة لشتم بعض الدول العربية تطالبها بإرضاع أطفالها وكسوة أبنائها ورعاية كبارها، وبعضهم يصرخ من الخارج وهو في نعيم هذه الدول من هنا تأتي الغرابة ولم يستطع العرب معرفة الهوية الحقيقية لهذا الشعب، فجأة!! يأتي الانفجار والكارثة وترتفع الأقنعة عن السيادة الغير ديمقراطية وبانت على إثرها ( الحسناء العمياء ) .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» رواه الترمذي ، في هذا الحديث يبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقياسًا من مقاييس الْـخَيْرِيَّة، وهو أن من علامات التقدم وإحراز قَصَبَ السَّبْق في الْـخَيْرِيَّة أن يكون الرجل خيِّرًا مع أهله، أين هو الخير الذي أبدته هذه القيادة للشعب اللبناني وأين هو حب الشعب للوطن وأين هي الحكمة في إبقاء العلاقات مع الأخرين أخوية صارت السكاكين تقطّع جسد لبنان بيد اللبنانيين من خرج منها متعرياً من البذخ ومن بقى داخلها متعرياً من الفقر أين هي العدالة وأصبحت ( الشحاته ) لغة الجميع بأساليب سلبية وبيع الذمم في المزاد العلني، وفي ظل وصول سعر حليب الأطفال إلى 8000 ليرة وحلّت الكارثة هرعت الدول العربية التي كان ولازال البعض يشتمها منهم ترسل كل المعونات الضرورية والمهم حتى كيس الخبز وصل ( ببلاش ) ومكتوب علية غير مخصص للبيع منعاً للاستغلال من بني الجلدة الواحدة.
والغريب في الأمر أن هناك من هم تحت الأنقاض وألسنتهم تعودت على الشتم والشحاته وهم في أسوء حال يمارسون تلك الشعارات والواقع يقول أن من يداويك الآن هو من المستشفى العربي الميداني الذي أتى ليساعدك وجاء بالغذاء لك والرعاية لشعبك .
إلى أين يا لبنان الحبيب إلى أين يا بيروت هل تعود أم تموت كان العالم يجتمع فيك لروعتك في الجمال والسياحة أما الآن يجتمع فيك العالم ليساعدك من ما أنت فيه جريح منكسر والهارب منك ينبح من الخارج وهو يتوسد مشاريعه وماهر في نداء التبرع ويعود إلى ( الشحاته ) رغم إستطاعته، عزائنا للأمة العربية وحال الحبيبة ( لبنان ) جوهرة الوطن العربي متأملين أن ينتعش الدم اللبناني ليعيد المجد إلى أهل الأمجاد والكرامة ويرفع شجرة الأرز بسواعده النقية إلى عنان السماء ليس بالموضة بل بالهمم العالية .
Bin_shama@yahoo.com
رئيس مجلس إدارة مركز الإمارات لإستشارات الموارد البشرية والتطوير
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية