في يوم شديد الزحام والحرارة، وجدتها تقف وحيدة شاردة رافعة الرأس في مدخل قصر ديوان وزارة التربية والتعليم، نظرت إليها بتعجب وسألتها: “ما الذي جاء بك هنا أيتها البجعة الصماء؟”.
♦ لقد جاءوا بي إلى هنا لأحل بالإخلاص والولاء على تلك البقاع، أما عن صماء فأنتِ تعلمين جيدًا أنني أتحدث إليكم في الخفاء.
• تتحدثين في الخفاء! إذن أنتِ تلك المصادر المجهلة التي تتحدث كل صباح ومساء، ولكن لماذا تفعلين ذلك سرًا وترفضين ذكر اسمك؟
♦ رفقة بكم، فأنا كائن حنون أشفقت عليكم لعدم وجود من يخبركم بالمعلومات التي تريدونها بشكل رسمي، ويوئد باب الشائعات بحرية التداول، وأمنحكم ما ترضون به كبرياءكم بالوصول للمعلومة مسبقًا.
• ولكنك أيتها البجعة الماكرة كثيرًا ما تخادعينا وتعطينا معلومات غير دقيقة، أو ربما تكون غير صحيحة على الإطلاق… أنتِ بذلك تضريننا وتؤذين الوزير نفسه وأنتِ رمز الولاء!
♦ ولكني ربما أكون أكثر خبرة من الوزير ذاته وأحق منه بتلك البقعة فهو لا يستطيع فعل شيء من دوني.
• لماذا تقولين ذلك أيتها البجعة وأنتِ ترسمين الابتسامة على وجهك حين مقدمه وتقدمين له فروض الطاعة والولاء.
♦ هكذا الطريق للوصول… أنتِ لا تعلمين كم طرت مسبقًا لأصل سريعًا إلى غاياتي، فكم صدت صيدًا ثمينًا دون عناء، يكفي أنني أقف هنا في الديوان ولي مكاناتي بين جميع المباني والإدارات.
• لقد أنسيتيني ببرودك هذا أن اليوم اعتماد نتيجة الثانوية العامة، لماذا لا تذهبين لجلب النتائج؟
بابتسامة صفراء ردت: لقد أعطيتها لأحبابي منذ منتصف الليل
• إذن أنتِ أيضًا التي سربتِ النتيجة قبل الاعتماد وزلزلتِ مشاعر القلق لدى الطلاب وأسئتِ للوزارة.
♦ ألم أقل لكِ أنني اليد الخفية لكل شيء داخل هذا الديوان… أنا من أحرك ما شئت من قرارات، فبعضكم أسماني أخطبوط ولكني أكثر هيمنة من ذلك، فأنا أتحول إلى أشكال متعددة ولكن اخترت منظر البجعة الجميل، وقريبًا ستجديني على الكرسي الكبير.
• وأين ولاؤك لصاحب الكرسي؟
♦ أنا ولائي لغايتي فقط، فكم أزحت كراسي حتى وصلت إلى هذا المكان.
• ولكن الغاية لا تدوم إن وصلتِ إليها بتلك الطرق الملتوية.
♦ سأثبت لكِ إنها ستدوم، فهل تقبلين التحدي.
• أتحداكِ أيتها البجعة.
هناك الكثير من أمثال تلك البجعة التي تحارب بكل الطرق لعرقلة عملية تطوير التعليم وتشويه صورة الوزارة وإثارة الغضب الشعبي، وأتمنى أن يدرك الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، قبل فوات الأوان أن هناك أيادي تعبث بكل قوة من أجل مصالح شخصية قد تتعارض مع خطة الإصلاح التي يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأتمنى أن يعي وزير التعليم أن الإعلام ضلع أساسي في أي عملية تطوير، وأن يختار أحد المتخصصين كمتحدث إعلامي يسهل مهمة الصحفيين والإعلاميين في الوصول للمعلومات الحقيقية حتى يمنع الشائعات ويعفي البعض من الوقوع فريسة أي معلومة غير رسمية قد تضر أكثر ما تفيد.
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية