من أجل قطع الطريق أمام المشعوذ وجنوده وأمام السلوكية؛ وحتى لا يأتي أحدهم ويقول أن هناك فرق بين التصوف والعرفان؛ نقول لو كان هناك فرق بين التصوف والعرفان فلماذا السيد الصدر في لقاء الحنانة الثالث قارن بين ما عنده من منهج سلوكي باطني وبين التصوف ؟! حيث من يطلع أو يسمع كلامه يرى مدى التداخل بين التصوف والعرفان لكنه مجد ما عنده من سلوك وانتقص من التصوف معتمدًا على ما نسبه لهم من سلوكيات لاوجود لها أصلا عند أهل التصوف …
لذلك نقول؛ إن التصوف والذي يعد أعلى مرحلة يصل لها العرفاني أو العارف أو السالك يكون هو عبارة عن انقطاع عن الدنيا وملذاتها وإذلال النفس؛ ويتوجه العبد خالصًا إلى الله وينقطع عما سواه والابتعاد عن مغريات الدنيا والتي من أبرزها حب الظهور والشهرة والأنا؛ وهذا في حقيقة الأمر يخالف ما سار عليه الصدر من منهج عرفاني – مضطرب – لأن السيد الصدر إنما تمسك بحب الظهور والشهرة والبحث عن السمعة خصوصا في هذا الجانب؛ حتى وصل به الأمر أن يصرح بأنه من أهل العرفان وأنه الزعيم الأوحد وإن غيره منهجهم أو طريقهم غير تام؛ بل نراه إنه خالف منهج – الخميني والسبزواري – اللذان اعتمد الصدر في تشريع الباطن عليهما؛ فهو على خلافهما صرح بأنه من أهل العرفان؛ بينما هما ونقلا عن الصدر نفسه إنهما لم يصرحا بذلك بل عرف عنهما ذلك من خلال ما سمع من خطاباتهم وكذلك ما سطر في كتبهم من – جنبة باطنية – بينما الصدر راح يقدم حتى الأدلة على منهجه الباطني وصحته من قبيل قوله ( إن جماعة من المثقفين وخصوصًا المثقفين دينيًا يحسنون الظن بي ولا يحتمل أن يكون اتجاهي الباطني باطلًا ) !!!…
وهذا كله وما لم نتطرق له يدل وبكل وضوح إن ما عند السيد الصدر هو عبارة عن اضطراب ووهم وليس عرفان؛ والسبب كما أوضحنا ذلك أعلاه؛ ولكي تكون الأمور واضحة بشكل تام عن القارئ الكريم نضع لكم ما طرحه السيد الصرخي الحسني في تغريدته الأخيرة التي نشرها على حسابه الشخصي في موقع تويتر والتي تمثل الحلقة 35 من حلقات بحثه الموسوم ( أستاذنا الصدر .. العرفان اضطراب ) والتي بين فيها وبشكل مبسط جدًا خرافة عرفان الصدر مستدلًا بذلك بقصة ( لص الحمام ) ؛ حيث قال :- {{٣٥- لِصّ الحَمّام …الشّهرَة… حُسْن ظَنّ المُثَقّف!!!
١- المَعروف عَن التّصَوف وَالعِرفَان، أن يَتَوَجّه العبدُ خَالِصًا إلى الله سُبحَانَه، وَيَنقَطع كُلّيّا عَمّا سواه، فَيذلّ النّفس إلَى مُنتَهَى الضّعة وَالإذلال مَع الإعرَاض التّام عَن شَهَوَات الدّنيَا وَمُغرِيَاتِها!! قَالَ الجنيد:{أخَذْنا التصوّفَ عَن الجُوعِ وَتَركِ الدّنيَا وَقَطعِ المَألوفَات…لأنّ التّصوّف هُو صِفَة المُعامَلة مَع الله تَعَالى وَأصْله التّعزّف عَن الدّنيَا} [الرّسَالة القشيرية٤٣٠، طَبَقات الصّوفيّة ۱۳۱، النّثر الصّوفيّ لخالد حوير ۱۷۹]
٢- هَل يَتَناسَب هذا مَع السّمعَة وَالشّهرة بَين النّاس والسكوت عنها لِعدّة سِنِينَ بَل وَتَسبيبها مِن الأصل؟! وَهَل يَتَنَاسَب مَعَ البَحث عَن مُثَقّفين يُحسِنونَ الظّن بالشّخص، كي يَجعَلها شَهَادَةً عَلى تَصَوّفِه وَعِرفَانِه وَصِحّة بَاطِنِه؟! إنّها تَزكيَة نَفْسٍ غَريبَةٌ مُستَهجَنة!…
۳- قَالَ الأستَاذ: {أنَا أيضًا يَدّعِي النّاس أنّه لِي جَنَبة بَاطِنِيّة… وأيضًا أقول أنّ جَمَاعَة مِن المُثَقّفِين!! وَخاصّة مِن المُثَقّفين دِينيّاً يُحسِنونَ الظّن بي!! وَلا يُحتَمَل أن يَكونَ اتّجَاهي البَاطِني بَاطلا!! فمن هذِه النّاحيَة أيضًا صَار هناك قَرينَة على صحّة الاتّجَاه البَاطِنيّ!!} [الحنّانة ٣، مواعظ ولقاءات ٥٤]…
٤- لِتَحديد الأعلَم من أجلِ التّقليد، يوجَد عِدّةُ طُرق، مِنها شَهادَة عَدلَيْنِ، فَهَل يُشتَرَط فِي المُثَقّف، الشّاهد عَلَى العِرفَان، نَفسُ ما يُشتَرَط فِي الشّاهد عَلَى أعلمِيّة المُجتَهد الفَقيه؟!.
٥- في حَال تَعَارُض شَهَادَات المُثَقّفينَ، فَهَل تَسقط الشّهَادَات؟! وَلَا يَخفَى أنّ التّعَارُضَ ثَابتٌ قَطعًا، حَيث يوجَد دَائِمًا مَن يُسِيء الظّنّ فِي مُقابِل مَن يُحسِنه؟! مَع مُلَاحَظَة أنّ الّذينَ يُسيئونَ الظّنّ بالأستَاذ كَانوا وَمَازالوا أضعَاف الّذين يُحسِنونَ الظّنّ به!!…
٦- لِنَطّلع الآن عَلى حِكَايَة “لصّ الحَمّام” الشّيخ السّالك الصّوفي الّذي لَم يَرضَ أن يَعرفَ النّاسُ أنّه مِن أهلِ الصّلاح، فَبقيَت نفسُه غيرَ مُستَقِرّة ولَا سَاكِنَة حَتّى صَارَ مَعروفًا بلصّ الحَمّام!! قَالَ الغَزالي: {لَقَد انتَهَى المُريدونَ لِولايَة الله تَعالَی في طلب شروطها؛ بِإذلال النّفْس إلى مُنْتَهَى الضّعَة والخِسّة… حَتّى رُوِيَ أنّ ابن الكُرَيبي(وَهُوَ أستَاذ الجَنيد)، قَال: [نَزَلتُ فِي محَلّة، فَعُرِفتُ فِيها بِالصّلَاح، فَتَشَتَّتَ عَلَيَّ قَلبِي، فَدَخَلتُ الحَمّامَ وَعَدَلتُ إلَى ثِيَابٍ فَاخِرة فَسَرَقتُها وَلَبَستُها ثُمّ لَبستُ مرقعَتِي فَوقَها وَخَرجتُ وَجَعلتُ أمشِي قَلِيلًا قَلِيلًا، فَلَحَقونِي فَنَزَعوا مرقعَتِي وَأخذوا الثّيابَ وَصَفَعونِي وَأوجَعونِي ضَربًا فَصرتُ بَعدَ ذلِك أعرَفُ بِلِصّ الحَمّام فَسَكنَت نَفسِي]}…
۷- يُكمِل الغَزالي كَلامَه بِالقَول:{فَهكذا كَانوا يُرَوّضونَ أنفسَهم حَتّى يُخَلّصَهم اللهُ مِن النّظَر إلَى الخَلْقِ ثُمّ مِن النّظَرِ إلَى النّفسِ، فَإنَّ المُلتَفِتَ إلَى نَفْسِه مَحجوبٌ عَن الله تَعَالَى، وَشُغله بِنَفسِهِ حِجَاب لَه، فَلَيس بَينَ القَلب وَبَينَ الله حجَابُ بُعْدٍ وَتَخلّل حائِل، وَإنّمَا بُعْدُ القلوبِ شغلها بِغَيرِه أو بِنَفسِها، وأعظَمُ الحُجُب شغلُ النّفس}[إحيَاء علوم الدّين:كِتَاب المحبّة والشّوق والأنس وَالرّضَا: مِن حِكَايَات المُحِبّين وَأقوَالهم وَمكَاشفَاتهم] الصّرخي الحسَنيّ ..}}…
فبعد الإطلاع على ما تحويه تلك التغريدة فهل يمكن لأي إنسان عاقل أن يعتقد أو يتصور أن للسيد الصدر – شمة – عرفان ؟؟!!….
#لكل من يريد أن يطلع على بحوث السيد الصرخي الحسني التي ناقش فيها عصمة السيد الصدر ومؤلفاته كالموسوعة المهدوية والمؤلفات الأخرى يرجى إتباع 1- هذا المعرف على موقع تويتر : @AlsrkhyAlhasny
2- على الفيس بوك يرجى إتباع الرابط – المختصر – الخاص بصفحته الخاصة : http://www.facebook.com/Alsarkhyalhasny
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية