الإسماعيلي أحد الاندية الكبيرة في الكرة المصرية، والذي يلعب بدون امكانيات إذا تمت مقارنته بباقي الأندية، فهو لا يملك غير ناديه الذي ينجب له الناشئين الذين يساعدهم، وكلما ظهر نجم أحدهم وعلا في سماء الملاعب المصرية، خطفته الأندية الكبرى، ليبدا من جديد تدريب وتصعيد الناشئين ليصبحوا نجومًا تخطفهم الأندية في دائرة لا تنتهي.
الحقيقة أن الذي يلعب بفن لا يملك غير عشق جماهيره، والإسماعيلي عشاقه كثر يمثلون نصيبا كبيرا لا يستهان به من عشاق الساحرة المستديرة.
الإسماعيلي بإمكانياته المتواضعة يقدم كرة جميلة وممتعة يعشقها الجمهور منذ بدايته لُقب بـ«الدراويش» نظرًا لآن أحد الأجيال الذهبية للنادي كان يضم وقتها أكثر من لاعب يُدعى «درويش» خلال تلك الفترة، ويتميز النادي بالأداء الراقي.
حصل الاسماعيلي علي الدوري 3 مرات وكأس مصر مرتين، ولقب ببطولة دوري ابطال أفريقيا عام1969، والوصول لنهائي البطولة 10 مرات، والأهم من ذلك أنه اسعد قلوب محبيه الذين تعلقوا به ودعموه في كل مبارياته سواء كان فائزًا أو خاسرًا في كل مكان وزمان.
استطاع لاعبي الإسماعيلي أن يسلكوا طريق قائد الفريق وهدافه وصانع ألعابه رضا نجم الإسماعيلي وأحد العمالقة في الزمن الجميل ومشوا على درب السيد أبو جريشة وصلاح أبو جريشة وبيضو وفتحي نافع وفكري راجح ووصلوا بقمة المتعة الكروية مع شحته والعربي وأمير ويسرى طربوش وسيد السقا وعبد الستار عبد الغنى وحوده، وعشقوا الهندسة الكروية مع ميمي درويش والسناري وانوس، وذابوا عشقا مع جيل حسن مبارك وأمين دابو وأسامة خليل وهندي وأبو أمين وأبو ليلة.
كل هؤلاء النجوم وغيرهم كان يلعبون في الإسماعيلي وعلي أنغام السمسمية كانوا يجذبون عشاق الدراويش ليس من الإسماعيلية فقط، ولا من مدن القناة، ولكن من كل المحافظات ليشاهدوها وينسوا معهم همومهم ينشدون الآهات مع كل لعبة جميلة ويصعدون الانفاس مع كل تسديدة ويتألمون مع كل كرة ضائعة ويصرخون مع كل هدف، ورغم ضعف الامكانيات إلا أن الإسماعيلي أصبح « بعبع » للأندية يحبه الكبير والصغير.
الإسماعيلي حاليًا يمر بأزمة تبعده عن منصات التتويج وتبعده عن لقب الدوري الغائب عنه منذ 14 عامًا، بعد أن توج باللقب الثالث والأخير له عام ،2002 وتبعده ليكون منافسًا قويًا ليشارك في البطولات الأفريقية المختلفة ومنها دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية، خاصة وأن الهزيمة الأخيرة على يد الزمالك في نصف نهائي الكأس ضيعت حلم التأهل إلى الكونفدرالية.
عشاق الدراويش أصبحوا يحلمون كل عام باستعادة الأحلام الضائعة في حق فريقهم في المنافسة الكروية العادلة، أليس من حقهم وحق كل الأندية أن تشارك في المارثون الكروي بدون انحياز لفريق على آخر.. أليس من حق الجميع أن يتمتع بالمنافسة الكروية وأن يصعد من يستحق، ألا تستحق جماهير الإسماعيلي أن تطالب بعقوبات لأي نادي يخطف اللاعبين من فريقهم في فترات الانتقالات المسموح بها وفقاً للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
أليس من حق الجماهير الذين يتمنون لـ «برازيل الكرة المصرية» العودة بقوة من جديد، وأن يحقق فريقهم الدوري والكاس وبطولات أفريقيا فهل من مجيب ؟
Somaya.saad@hotmail.com
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية