نظر البعض الي صورة إمام مسجد آيا صوفيا و هو يصعد المنبر و في يده السيف وهو المتحف الذي حوله اردوغان الي مسجد علي انها صورة لقوة الأسلام و ان عزة الأسلام و قوته تزيد بهذا التصرف و هذه الصورة .
و الحقيقة أن هذه الصورة لهذا الإمام و تحويل المتحف الي مسجد هو قرار سياسي يحمل من الخبث و خلط لكثير من المفاهيم ما يجعلني أنظر إليه بالشك و الريبة لأن من قام به أستحل دماء المسلمين في سوريا و العراق و ليبيا بلا أي تردد و لو كان مسلما متبعا لأمر الله و سنة رسوله ولعلم أن هدم الكعبة أهون عند الله من سفك دماء المسلم بل و للأنسان أيا كانت ملته او مذهبه لأن الله سبحانه و تعال قال في كتابه العزيز ( مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ) وقال نفس و لم يحدد أي شروط أو مواصفات خاصة بل هي للبشر عموما اما حرمة الدم المسلم فقد ذكرها رسول الله صلي الله عليه و سلم في خطبة حجة الوداع أنها محرمة كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ولكن أمير المؤمنين أردوغان لا حرمات عنده فكل شئ حلال فالتعاون العسكري و الأقتصادي مع الصهاينة المحتلون للمسجد الأقصي حلال كما لا يفكر في إطلاق رصاصة واحدة لتحرير الأقصي الأسير لكنه يعمل بلا ملل في تفتيت سوريا و تشريد المسلمين منها و تشريد المسلمين في شمال العراق و بذل الغالي و النفيس لأرسال المرتزقة الي ليبيا .
ثلاث دول إسلامية تعاني من الحروب تركيا طرف و شريك أساسي فيها و يتحالف مع الأحباش لقتل مائة مليون من العطش و الجوع ثم يخرج علينا بتحويل المتحف الي مسجد و كأنه فتح مبين و يطلع إمام المسجد علي المنبر والسيف في يده و كأن الأسلام انتشر بالسيف كما يدعي أعداؤه فيعطيهم هدية مجانية للهجوم علي الأسلام ولو سكتنا عما فعله لكنا و كأننا موافقون علي ما فعله وكان من الأولي له إن يمنع الدعارة المقننة في بلاده التي يمتلك القرار فيها و لن يمنعه أحد بل سيخرج علينا دراويشه مهللين لما فعله مع أنه يمتلك زمام الأمور و الحكم منذ سنوات طويلة هو وحزبه في تركيا و يستطيع أيضا أن يمنع نشاط المثليين قوم لوط الذين يمارسون نشاطهم بكل حرية في تركيا و تخرج علينا فضائياته بالتسبيح و التهليل بحمده .
الخلاصة أن العبرة عندي بالمواقف .. هل سيتوجه الجيش التركي المسلم السني القوي لتحرير المسجد الأقصي أم سيكون مثل الدواعش و يطلق رصاصه علي المسلمين فقط في سوريا و العراق و ليبيا و غيرها من دول المسلمين ؟ وهنا سأطرح سؤالي ما الفرق بين الجيش التركي بزعامة أردوغان و بين جيش الدواعش بقيادة أبو بكر البغدادي فكلاهما يدعي انه أمير المؤمنين وكلاهما يدعي انه يحارب لنصرة الأسلام فبرأيك من منهما يستحق لقب الإمارة.
أخيرا قيل أن أبو بكر البغدادي قد قتل ولكن الدواعش لا يعرفون أميرا لهم إلا هو .
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية