نواصل حديثنا عن رحلة فضيلة المعمر الأزهري الشيخ معوض عوض إبراهيم لنصل إلى المحطة الأخيرة، علاقته بالزعماء، ومقابلته للعقاد، ورأيه فى إسرائيل .
عن علاقته بالسادات قال الشيخ قابلته مرتين.. الأولي حينما كان يتزوج بجيهان قبل الثورة في بورسعيد وكنت وقتها واعظا للمدينة، كان هناك احتفال خاص بالثورة الجزائرية ودعاني المحافظ ضمن المتكلمين وكان السادات حاضرا ، وعندما ذكر اسمي وقمت لأتكلم خرج معظم الأجانب الذين كانوا جالسين لأنني ارتدي ملابس الأزهريين، ويومها تبادلنا الحديث وكان معجبا جدا بحديثي، لكني أذكرله موقفا مضادا.
فعندما دعيت مع مجموعة من العلماء لزيارة اليمن رفض السادات وكان وقتها رئيس المجلس النواب أن يركب معنا الطائرة لأنه يدخن البايب، ونحن ندري ماذا كان به، ولذلك كنا نرفض ذلك، وفي مطار القاهرة عندما التقينا رفض أن يلقي علينا السلام.. بعض زملائي كانوا أكثر صبرا مني وطلبوا أن نذهب للسلام عليه، فأقسمت بالله ألا أذهب للسلام عليه لأنه بدأ بالاستخفاف بنا، هو تكبر علينا لكنني اعتززت بالله وبالأزهر الذي قام بتربية رجاله.
وفي اليمن دعانا الرئيس السلال إلي الافطار وقال للسادات «خير ما أهدته لنا مصرهم علماء الأزهر» وفجأة وجدنا السادات وكأنه تنبه لوجودنا، فقام ليسلم علينا في أماكننا، فابتسم زملائي وقالولي «لأنك اعتززت بالله.. أعزك الله».
ويقول الشيخ كان الملك حسين يعاملني معاملة خاصة ويقربني منه أينما ذهب، وفى إحدى المناسبات رأيت الجميع يقبل يده إذاسلم عليه، وعندما جاء الدور على لأسلم عليه رفضت تقبيل يده وسط ذهول وغضب الجميع، ولكن ذلك لم يحرك في ساكنا.
ويقول الشيخ عرفت العقاد مبكرًا، وعزمت بيني وبين الله وأنا طالب في المرحلة الثانوية إن أتيت إلى القاهرة أن أزور ثلاثة: العقاد، والشيخ محمد رفعت، وحسن البنا، فلما شاء الله أن حضرت إلى القاهرة طالبًا بكلية أصول الدين، ذهبت إلى مجلة الدستور التي كان يصدرها الحزب السعدي، وقابلت العقاد وقال لي «أنت معوض الذي كنت أنشر له قصائد الشعر»، وكان أمرًا عجيبًا أنه كان جالسًا على كرسيه لكنه أطول مني وأنا واقف، وسألني عن الكلية التي التحقت بها، فقلت له إنني منتسب لكلية أصول الدين، وعندي فراغ أريد أن أشغله في الصحافة، لعل عائدًا منها يعود علىّ وأشتري منها كتبًا تزيدني فهمًا وعقلًا وعلمًا ومعرفةً، فقال لي «أنت في كلية أصول الدين وهي كلية تربي العقل، وأطلب منك أن تصرّ على البقاء فيها، ولا يبهرك بريق الصحافة».
واعتبرت هذا الكلام خيرًا لي من كنوز قارون، فازددت حرصًاعلى طلب العلم وفي العام التالي الذي نُشرت فيه قصيدة «استعذاب العذاب» رحل جسد الرجل، و ترك لنا ميراثًا من العلم والقيم والمبادئ ما أحوجنا إليها، بل إنه علمنا كيف تكون الحياة الحقة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية