في ملتقى ثقافي يحضره أحد العلماء الأكارم، سألت إحدى النساء هذا العالم قائلةً: سمعتك أستاذنا الفاضل تتحدث عن التفاني والتضحية لكونة الطريقة الأمثل في العلاقة بين الزوجين فهل هذا يكفي للوصول إلى السعادة؟ .
فأجابها بسؤال قائلاً: هل تسأليني بصفتك زوجة أم «موظفة»؟، فردت أسأل بصفتي «زوجة»، فقال إذا كان السؤال من زوجة فما سمعتيه مني يكفيك.. التفاني والتضحية، لأن الأزواج الحقيقيون يعرفون هذا جيداً، أما إذا بصفتك موظفة فهنا الأمر مختلف نحتاج إلى علاج وتمرينات شاقة لنعود بها إلى الطبيعة والطبيعة لم يتم أكتشافها من أول مره بل في توالي العصور .
انتقال الأشخاص إلى التعامل الوظيفي ومزجه في التعامل الطبيعي الفطري يحصل به إزدواجية تحدث بها خطورة في العلاقات الحميمية، لأن التعامل الوظيفي يقوم على الجودة والسرعة ليحوز على الإنجاز والمؤسسات تنتظر الإنجاز السريع الجيد من موظفيها، أما في العلاقات الزوجية تقوم على الجودة في مهارات الإرضاء للطرف الآخر في القيام بالواجبات والحقوق ومنها إرضاء الخالق عزّ وجلّ، بشرط أن لا تكون بمعايير وظيفية، فالطبيعة الفطرية هي الأصح وترفض مقاييس الإنجاز بل الإرضاء والمقياس ليست بالوقت إنما في مهارات الكيف .
إذا دخلت السلوكيات الوظيفة بين الزوجين خرجت الحميمية من ثقب الباب وربما تخلق الخيانة والطلاق والهجر.. والإهمال!! هذه هي نتائجها الحتمية .
جميعنا يدعو الله عز وجل بما في قلبه ولكن هل من الشروط أن يلبي الله سبحانه وتعالى لنا الدعاء في نفس الوقت أو كما نريد؟ حتما « لا » كذلك هو رب الأسرة وكذلك هي ربت البيت، إن المنازل مؤسسات تختلف في هياكلها الفطرية والطبيعية فلا تقحموا الغير طبيعي في الطبيعي ليفسدة .
هناك زوجة تطالب الزوج أن يكون مثل الموظف ينجز بسرعة وجودة وهناك كذلك زوج يريد أن تكون زوجتة مثل السكرتيرة التي في الوظيفة بالإضافة إلى كونها زوجة، ولو عدنا إلى الطيبعة والتفريق بين الهيكلين وتبني التفاني والتضحية لكانت فعلاً الطريق الصحيح للسعادة .
رئيس مجلس إدارة مركز الإمارات لإستشارات الموارد البشرية والتطوير
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية