نون والقلم

محمود دشيشة يكتب.. مصر على كل الجبهات

إبتلاءات الشعب المصري لا تنتهي منذ القدم فكم من احداث مرت عليه ذاق فيها صنوف العذاب من غلاء و سخرة وضيق المعيشة و نشر للفساد في الأرض وهو يصبر فيذهب البلاء و يبقي الشعب وقد أبتلانا الله بالصهاينة علي حدودنا فأحتلوا جزءا عزيزا علي المسلمين و العرب وهو فلسطين بمساعدة مباشرة من الأنجليز و الأمريكان و الروس وفرنسا و سائر دول الغرب فكانت الشوكة التي لازلنا نتحمل تبعاتها و شرورها و مكر الليل و النهار الذي لا ينقطع منها فكانت التحديات التي نعيشها الأن من كل جانب .

الأن كتب علي مصر أن تحارب في خمس جبهات أو أكثر أولها في الأهمية الخطر الجديد الذي يهدد مصر بالفناء وهو سد الخراب الأثيوبي والذي لا نعلم لماذا تفاوضنا معهم وهم يبنونه حتي أكتمل ثم قلنا أنه لن يتم ملأه قبل الوصول لأتفاق ملزم فبدأوا بالملء و أنتهوا من المرحلة الأولي للملء و حققوا كل ما أرادوا و كأننا في نهاية الأمر سنتركهم يضعون الحبل علي أعناقنا جميعا و نتسول منهم ماء النيل لنشرب و نأكل وقد يعطوننا القليل أو لا يعطوننا فتنتهي مصر و نتحول جميعا الي لاجئين كما تم في سوريا من قبل للأسف .

لقد وضعت القيادة السياسية و نحن جميعا خلفها خطا أحمر في ليبيا للمغامر دجال السياسة أردوغان فتغيرت الموازين في ليبيا و بعدما كانت أحلامه و معه ميلشياته أنه سيصل لحدود مصر في خلال ساعات بات ينظر الي الخط الأحمر الذي رسم له ذليلا لا يتخطاه و تدخل كل أطراف الأزمة الليبية للتفاهم و لو سرا لوقف هذه الحرب و لكننا لم نضع خطا أحمر للأحباش فبدا ظاهر الأمر و كأنهم منتصرون في معركة الحياة أو الموت لكل الشعب المصري أو كأننا لا نملك شيئا ندفع به عن أنفسنا هذا الشر المستطير .

أثق تماما في القيادة السياسية و جيش مصر العظيم و أجهزة المخابرات الصقور و أدرك ان الدولة المصرية لديها بدائل و سيناريوهات متعددة لعبور هذا النفق المظلم لكني لابد أن أنقل لهم ما نعيشه من قلق و يقينا لو كتب علينا هذا السد فعلينا أن نموت في الحبشة و ليس في مصر دفاعا عن حياتنا و هذا حق مشروع في كل الأديان و القوانين و الأعراف كما أننا كرهنا كلمة مفاوضات و أصبحت كلمة لا معني و لا قيمة لها .

الجبهة الثالثة محاربة الإرهاب في سيناء الغالية وليعلم الجميع أنها حرب إعلامية نفسية في المقام الأول كل غرض الأرهاب فيها و من يعاونهم هز الثقة بالنفس للشعب و الجيش معا و عادة ما تقوم القناة العميلة الجزيرة و أعوانها الصغار و لجانهم الالكترونية المنتشرة علي وسائل التواصل الأجتماعي بأنواعها بنشر الذعر و بث أرقام خسائر كبيرة جدا ثم تظهر الحقيقة مع بيان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة و قد شاهدت فيديوهات صورها أهلنا في سيناء تظهر قوة رد الفعل العالية و الحاسمة لأبنائنا في صد الهجمات الأرهابية و قد خاب أمس ما كانت تنتظره هذه القنوات كي تهلل و تصفق لأي شبهة أنتصار للإرهاب فلم تجد و لكنها نشرت فيديو لمجموعة من الأشقاء السودانيين و هم يرشقون قوات الأمن المصرية بالحجارة عند معبر أرقين الحدودي و تصرفت هذه القوات بمنتهي الأنضباط و حسن التصرف و كان الذي يصور الفيديو يقول انظروا كيف يضرب علينا الأمن المصري النار و لم يكن هناك طلقة واحدة و قال أن هناك العديد من المصابين و لم يظهر هذا الفيديو الذي صورته القناة أي قطرة دم واحدة فأصبحت محاولات الفتنة بين مصر و السودان علنية حتي نصبح وحدنا في مواجهة كل تلك المواجهات و لذلك أطالب صانع القرار المصري بالضغط الدبلوماسي علي قطر لتصبح عدوا واضحا وليست أخا مارقا لأن شرور قناتها عظيمة في نشر الفتنة و هم لا يستحون فلابد من تعريتهم حتي يعلم الجميع أن الصهاينة يسكنون قطر الأن .

الجبهة الأخيرة هي الجبهة الداخلية و هناك الكثير مما يجب مراجعته في القوانين الأخيرة و كذلك إعادة ترتيب الحياة السياسية لتضم نخبة المجتمع المحترمة و هم كثيرون لأننا نحتاج لجبهة داخلية متماسكة تلتف حول جيشها و قيادتها كما تعودنا دائما أننا وقت الشدائد الشعب يحتضن جيشه و يتحمل كل تبعات المواجهات وهذا ليس بجديد علي شعب مصر العظيم .

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى