العقليات الشرقية ملونه بطبيعة البيئة وألوان الأشعة السبعة.. فالأنباء والمعلومات والأفكار التي تختزلها هذه العقول ذات ألوان مختلفة فمنها الفاتح ومنها الغامق ومنها ما يتطاير كالغاز ومنها ما يثبت كالجبال حتى يوم القيامة .
كيف لا؟؟ وبعض العقول تجعل من الشّك يقين وتصدر أحكامها بناءاً على الشكوك أو الأخبار المنقولة أو ما ورد على لسان شخص آخر، فهناك من تثبت لديه فكرة هو مقتنع بها ولو لم يكن هناك دليل فقط دلّه شيطانه الأعظم أنها حقيقة مطلقة ويجب الحكم عليها وأخذ القرار وإن كان المتهم بريء .
عند العقول الشرقية حافظة دماغية جبارة في رصد السلبيات ( ومسمرتها ) ونسيان الايجابيات مثل ( فقاعات الصابون )، خصوصاً في العلاقات الحميمية فيتمثل الطرف الأول لصاحبه كالحمل الوديع ليجر منه اعتراف بخصوص خطأ ما بقوله ( اعترف .. وسوف أسامحك ) وما أن يسقط الطرف الثاني في هاوية الاعتراف حتى تنصب عليه الأحكام والقرارات وتثبت في ذاكرة العقل الشرقي حتى الأزل، وإن صمت الطرف الأول في تلك الحاله أو اللحظة إنما هو الصمت الذي يسبق جنون العاصفة .
ألوان المواقف عند العقل الشرقي هي الفاتحة التي تتطاير بسرعة وهي تلك الأفعال الايجابية والحب والعطاء والتضحية والصبر والتحمّل هي هذه الألوان التي سرعان ما تتطاير من الذاكرة ، أمّا السلبيات وما أدراك ما هي السلبيات ولو كانت بحجم إصبع النملة فإنها تبقى في كبد العقل طوال حياته ولا يقتنع العقل الشرقي بأنها أخطاء قابلة للإصلاح والتغيير بل هي نهاية مصيرية .
من خلال دراستنا لهذا العقل الشرقي ننصح المتخاصمين بعدم الاعتراف لأنه أقسى بكثير من الصمت وله أدلّه كثيرة حتى في التشريعات القضائية في محاكم الأسرة ومثلها في التحقيق الجنائي حيث يُستدرج المتهم للاعتراف لمساعدته وبعد الاعتراف يصبح الأوكسجين عنده ثاني أكسيد الكربون .
أجعل من حياتك مع الطرف الآخر ذات ألوان فاتحة فقط وإن تتطايرت فإنها لا توقع أثر يجعلك تندم فالألوان الداكنة في العقل الشرقي ( مسمار جحا ) اعترف .. وسوف أسخطك.
رئيس مجلس إدارة مركز الإمارات لإستشارات الموارد البشرية والتطوير
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية