لم تكن ثوره 30 يونيو.. ثورة شعب ضد نظام حكم.. ولم تكن رد فعل شعبياً على جماعة حاولت سرقة مقدارته.. ولم تكن انتفاضة على لصوص مال عام متسترين خلف الدين يرفعون شعارات دينية ويتحدثون عن الطهارة والنزاهة ويرفعون شعارات الايدى البيضاء وتارة الايدى المتوضئة لكنها كانت ثوره كاشفة مثل إشراقة الشمس بعد ليلة من الظلام الحالك.
30 يونيو فضحت كل الذين يتخذون الدين وسيله لتحقيق مكاسب دنيوية وكل الذين يقولون ما لا يفعلون.. فضحت جماعه الإخوان والجماعات السلفيه بكافه أشكالها وأنواعها لا أستثنى منهم أحداً.. الكل فور وصول الجماعه للحكم سارعوا فى كشف حقيقتهم الانتهازية وتسارعوا فى جنى الغنائم وكشفوا أن اللحى التي فى وجوههم هى أدوات للنصب والاحتيال.. وأن فتاواهم مجرد أدوات للوصول إلى أغراضهم وليست لإصلاح الدين أو الدنيا وأصبح العالم وليس المصريين يعرف أن تجار الدين أخطر من تجار المخدرات والأسلحة بل يتساوون مع تجار البشر.
30 يونيو كشفت أن جماعه الإخوان واتباعها من الجماعات الأخرى مجرد أدوات فى أيدى أخرى تمد لهم المال فيسارعون إليه دونما اعتبار للدين الذين يزعمون أنهم حماته.. فهم دمى تحركها قوى تريد أن يكون لها دور أكبر من حجمها أو تريد حمايه دولة محددة.
فهؤلاء انكشفوا أمام العالم فهم لا يهمهم الشعوب ولا الأرض ولا حتى الدين نفسه كل شىء عندهم يباع ويشترى ومن أجل هذا قام اقتصادهم على التجارة فقط لاغير.
فأسقطت الثورة هذا المشروع المدمر ليس فى مصر ولكن فى العالم كله وأصبحت الشعوب الإسلامية تعلم ان هؤلاء ليسوا إلا عصابه لا يهمهم دين أو مقدسات فلم يتورعوا لحظه فى التحالف مع العدو التاريخى للأمه الإسلامية وهم الذين بشرونا بأن جيش محمد سوف يعود وإلى القدس بالملايين وأن الحرب مع إسرائيل حرب وجود وأن تحرير القدس واجب مقدس فكان التطبيع مع العدو أول خطوة أقدموا عليها بل اتفقوا معه على إقامة دول دينية فى المنطقه دولة يهودية على الأرض الفلسطينية ودوله سنية كبرى ودوله شيعيه بل وكانت أول مظاهره داعمة لهم بعد 3 يوليو فى الأراضى المحتلة.
هذه الثوره الكاشفه فضحت كل مساندى الإرهاب ومن يؤوى قياداته عنده ويمنحهم الحمايه من الملاحقه القضائيه وكشفت من يمول الإرهاب وفضحت دولاً كبرى ترفع شعارات حقوق الإنسان والدفاع عنهم وهى فى الحقيقة تمول وتدعم وتؤوى من يقتل الأبرياء ويزهق الارواح فهؤلاء هم المسئولون عن مقتل الملايين فى سوريا واليمن وليبيا والعراق فالدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحده وبريطانيا وألمانيا هم من يمولون ويدعمون جميع الفصائل المسلحة فى البلدان العربيه وهم يحصنون قادة الإرهاب العالمى ويفتحون لهم الأبواب المغلقة وخزائنهم فلن ننسى موقف ألمانيا من ثوره 30 يونيو ولن ننسى موقف كل دولة أعلنت أن ما حدث انقلاب ولم تعتذر بعد ذلك بعد أن ذاقت مرارة الإرهاب على أراضيها.
فثوره 30 يونيو وضعت كل دول العالم فى حجمها الطبيعى وفضحت الدول القزمة التى تريد أن تأخذ دوراً أكبر من حجمها، دولاً أصاب قادتها جنون العظمة، دولاً أرادت الصيد فى الماء العكر وأردت أن تمرر مشاريع ضد الشعب المصري ومصالحه.
خروج الملايين في الفترة من 30 يونيو إلى 3 يوليو 2013 كان رساله إلى كل من له عينان أن الشعب المصرى قادر على التغيير في أي وقت يشعر فيه بالظلم أو أن مقدراته تسلب منه وأن من فسر أن صمته ضعف هو الغبى أو المغرور فليعلم القاصي والداني أن غضبة الشعب المصرى أقوى من الأعاصير والأمواج العاتية وتجلت بقوه يوم 30 يونيو وكانت نموذجاً لقدرة شعب على التغيير بدون دماء.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية