نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: متطلبات مرحلة العودة للحياة

بعد أكثر من 4 شهور تعود الحياة في مصر تدرجيا بعد أن قررنا التعايش مع فيروس كورونا.. وهذا القرار ليس قرار حكومة أو دولة ولكنه قرار شعب أيضا.. شعب رفض أغلبه الالتزام بالإجراءات الاحترازية من أول يوم ورفض البعض فكرة وجود فيروس أصلا.. وكالعادة قابل الناس كل الاجراءات التى اتخذت إما بالسخرية أو التشكيك فيها.

وعودة الحياة وفتح المحلات والمقاهى والمطاعم ليس معناه أن كورونا انتهى بل هو رغبة فى استمرار الحياة من الجميع لذا من لم يلتزم بارتداء الكمامة وغسل الايدى والتباعد الاجتماعى قدر الإمكان سوف يدفع هو وأسرته الثمن.. فالكمامة هى خط الدفاع الأول والوقاية من كورونا فعلى الجميع الالتزام بها طالما خارج منزله.

وعلى الحكومة أيضا أن تلزم جميع المؤسسات بقراراتها وخاصة وسائل المواصلات العامة ومنها نوعان مهمان يقلان ما يقرب من 60% من المصريين وهما «الميكروباص» بأنواعه وأتوبيسات الجمعيات التعاونية للنقل.. وعلى الحكومة ممثلة فى الإدارة المحلية والمرور التأكد من تطهير هذه السيارات قبل تحركها وعلي التعاونيات أن تلزم هذه الجمعيات باتباع الإجراءات الاحترازية وأن تلتزم بالحمولة ولا تكدس الركاب فوق بعضهم كما كان الوضع قبل كورونا.

فإلزام سائقى «الميكروباص» وأصحاب الجمعيات التعاونية بهذه الإجراءات سوف يعجل أيضا بتخفيض الأعداد المصابة بكورونا.

كما سيفرض نظاما جديدا للنقل الجماعى الخاص والتعاونى فى مصر وهو قطاع يحتاج إلى تنظيم قوى وفاعل بدلا من حالة العشوائية التى يمر بها حاليا.

وعلى الحكومة أن لا تعتمد فى مراقبة تنفيذ خطة التعايش على صغار الموظفين الذين هم عرضة للفساد.. ولكن يجب أن تكون متابعة تنفيذها من كبار الموظفين الذين يجب عليهم ترك مكاتبهم والنزول إلى الشوارع والميادين لمراقبة حركة الناس.. ومدى إلتزامهم بما ورد فى بنود خطة التعايش ورفع تقارير واقعية للمستوى الأعلي.

فعودة الحياة تتطلب أن يعمل الجميع بضمير حى ويقظة لأن الوباء يضرب الجميع فلا ينفع معه «سياسة الفهلوة» أو« تفتيح الدماغ» أو «تمن الشاي» لأن من سيفعل هذا سوف يكون هو أول المتضررين من تصرفاته.. لأنه فى هذا الوقت يجب على صغار المرتشين والفهلوية أن يتوقفوا فورا ويمتنعوا عن فسادهم حرصا على حياتهم وحياة أسرهم.

وعودة الحياة تتطلب أيضا من الجميع التكاتف والتعاضد والعمل لتعويض ما ضاع خلال الشهور الأربعة الماضية وأن يكرس الناس وقتهم للعمل لتعويض أيام البقاء فى المنزل لأن خسائر الدولة كبيرة وخسائر الأفراد أكبر مما يعنى نحن فى حاجة إلى كل دقيقة عمل إما التزويغ من المكاتب أو تعطيل مصالح الناس أو الهروب من تنفيذ ما يطلب منك ستكون نتائجه سيئة على الموظفين قبل أصحاب الأعمال لأنه فى حالة استمرار الخسائر فلن يكون أمام صاحب العمل إلا تقليص عدد العمالة مثلما حدث فى بلدان كثيرة.

والعودة للحياة بعد هذه الفترة من التوتر والخوف عند كثير من الناس تتطلب الحذر ثم الحذر حتى لاتحدث كارثة أخرى ونعود مرة أخرى إلى الإغلاق خاصة نحن فى وقت تحيط بنا المخاطر الخارجية و هناك تهديد لشريان الحياة فى نهر النيل والأمن القومى معرض للتهديد من الغرب فالوقت وقت جد ولا يجوز فيه السخرية أو التهكم من القرارات التى أخذتها لجنة الطوارئ ولا يجوز أن نستهين بما يجرى وسيجرى فالوقت وقت الجد بالفعل هذا ما نستطيع قوله وعلى الناس أن تعى خطورة المرحلة ونريد أن تكون عودة الحياة إلى طبيعتها قريبا جدا .

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى