نون والقلم

فريهان طايع تُحلق بين الواقع والخيال

ماذا عساني أن أقول وأنا حائرة في أمري، حائرة ماذا أريد، وماذا كنت أريد، وهل أنا حقا أريد، هل أنا مقيدة أم لديا القرار.. صرت حائرة أمام كل هذه الأسئلة التي لا أجد لها أجوبة تشفي غليلي وتقتل شرارة الحيرة داخل عقلي.

عاجزة حتى أن أجد قرار واحد، مللت سماع هذا العقل الذي لا يكف عن التحليل والمنطق، أريد لمرة واحدة أن أكون غير منطقية، أن أسمع صوت قلبي أن احلق بعيد جدا.

كم أرغب أن اكون تلك الطفلة التي كانت سعيدة منذ سنوات، لا تفهم شيء عن هذه الحياة، المستقبل والمسؤوليات وكل شيء ليس من أولوياتها، بل كانت تحلق جدا مع طفولتها، ولم تحتج يوما حينها لمسكنات الصداع لتنسى أسئلة العقل التي لا تنتهي، ولم تتدهور يوما صحتها بسبب الضغط والتوتر.

لا أريد أن أفكر في شيء، أرغب أن أعيش في سلام لا ينتهي، ألا اشغل بالي بمستقبل مجهول ولا بماضي معلوم، ولا بحاضر لا أستطيع أن أعيشه بسبب تفكيري في مستقبل لم يأتي بعد.

لماذا أعيش كل هذا التوتر وهذه الحياة لا تستحق أن أدمر ذاتي من أجلها، لم اعيشها بكل تفاصيلها، ولم أكتب كل سطورها، ولا أعلم الكثير عنها ولم أكتشف كل ركن فيها.

ربما كنت في كهف في جزيرة بعيدة جدا عن الدنيا وعن الناس وعن العالم الخارجي وعن كل التفاصيل، وكل الأركان لاتزال مجهولة وغير مرئية أمامي،

ليست كل زاوية من عقلي وتفكيري مفهومة بل كثيرا ما يوجد الغموض والألغاز التي لا أستطيع أن أحلها.

الصراع بين العالم المنشود والموجود كل يوم لازال مستمر في حلبة صراع لا تنتهي والغريب أن الحكم لم يعلن بعد المنتصر ولا زال الصراع قائم في ظل الحيرة من يكون الفائز في هذه المباراة الغير منتهية.

حيرتي تقتلني وتعذبني ماذا أريد لماذا لا أستطيع أن أعيش في واقع لا أفهمه، لماذا لا أستطيع التأقلم، أحيانا أتمنى لو أنني كنت طائر وليس إنسان بل طائر يحلق في عالم السماء بجناحين بحرية مطلقة بدون تفكير، ولا سابق إنذار ولا خوف من السقوط في هاوية المنعطف، طائر ابيض اللون لأنني أحب اللون الأبيض لأنه لون السلام هذا السلام الذي اطوق إليه بكل جوارحي.

تمنيت أن أكون طائر وليس إنسان لأن الإنسان ليس لديه جناحين ليطير بعيد جدا لأن الإنسان أضعف ما يكون على وجه الأرض لكن غروره ينسيه حجمه، لأن الإنسان يعني الخوف المستمر من الخسارة خسارة أي شيء يحبه ولطالما شعرت بهذا الشعور الخوف من أخسر كل شخص مقرب لدي، الخوف من الحزن والوحدة ومواجهة الحياة بكل تفاصيلها حتى من الشعور بالندم نتيجة قرار غير محسوب.

عالم البشر معقد جدا ليتنا نستطيع ليوم واحد ان نعيش بدون حسابات ولا تخطيط بل بعفوية مطلقة، بتلقائية وروح حية وأمل لا ينتهي لكن الأمل مثل الشمعة تنطفئ بسرعة والأحلام لا تزال في قفص تنتظر من يحررها لعالم الفضاء بعيدا جدا بعيدا عن هذا الواقع الاصطناعي.

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

  t –  F   اشترك في حسابنا على فيسبوك  وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى