النصيحة كم هي غالية، ودليل محبة، وخاصًة عندما تأتي ممن نثق في أراءهم، فالإخلاص في الرأي وتمني الخير للغير من الأشياء الهامة في عملية التقويم والإصلاح، وانعكاساتها على حياة الفرد والمجتمع.
والنصيحة من الأمور المقبولة في مجتمعاتنا العربية وثقافتنا، وعلى الرغم من أهمية النصيحة وتأثيرها الإيجابي على الأفراد، إلا أنها أصبحت تثير حساسية متلقي النصيحة، ويعتبرها تدخلاً في أمور حياته الشخصية، فينفرون من أي نصح يوجه إليهم؛ لشعورهم بأن النصيحة دليل على نقص أو ضعف في شخصيتهم، لذا من المهم التركيز على بعض الجوانب عند اسداء النصح للآخرين، وذلك حتى يتعين قبول النصيحة، ولا تكن شيء ثقيل على النفس، وتلقَ نفورًا لمن نقدم لهم النصح، يقول الإمام الشافعي في النصيحة:
تَعَمَّدني بِنُصحِكَ في اِنفِرادي
وَجَنِّبني النَصيحَةَ في الجَماعَة
فَإِنَّ النُصحَ بَينَ الناسِ نَوعٌ
مِنَ التَوبيخِ لا أَرضى اِستِماعَه
فالنصيحة يجب أن تكون سرًا، فالناس تكره أن تظهر عيوبهم أمام بعضهم، كما يجب على الناصح أن يتحلى بالحكمة والموعظة الحسنة واللين؛ فمن ينصح بصورة غليظة لا يجد قبولًا في نصحه ولو كان محقًا، فالكلمة الطيبة قريبة إلى النفس، بالإضافة إلى اختيار الوقت والمكان المناسبين لتقديم النُصح.
إن النصيحة من الأشياء التي تصادفنا بشكل متكرر في حياتنا، برغم ثقل عبء التناصح بين الناس إلا أنه من ضروريات سلامة الحياة الإنسانية، لذا يجب تقبل النصيحة، لا سيما إذا كان الناصح لنا على حق، وأن نأخذ النصيحة بعين الاعتبار، وننظر إلى جدوها، ونتائجها.
باحثة وكاتبة في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية