- أهم الأخبارنون والقلم

سامي أبو العز يكتب: الإجراءات الاحترازية في ثانوية كورونا.. فنكوش

بدأ مارثون ثانوية كورونا، وخرج الآلاف من الطلاب إلى الشوارع قاصدين اللجان في كافة محافظات مصر «ثانوي وأزهري» وبصحبتهم آلاف مؤلفة من الآباء والأمهات يحرصون فلذات أكبادهم خوفا عليهم من الفيروس القاتل وترقبا لموسم حصاد دام 12 عاما، بالإضافة إلى جيوش غفيرة من أعضاء اللجان والمراقبين والعمال ومثلهم من رجال الأمن لتأمين اللجان.

أولياء الأمور سبقتهم إلى اللجان أحلام وردية وأجواء جسدتها المدينة الفاضلة ومهدت لها تصريحات وزير التربية والتعليم وكبار المسؤولين عن الإجراءات الاحترازية من قبل الوزارات المعنية المتخذة لحماية الطلاب وعمليات التعقيم التي استمرت لأيام طويلة، بالإضافة إلى التعقيم اليومي -كما قيل- قبل وبعد الامتحان وبوابات التعقيم وتوزيع الكمامات والقفازات والمواد المطهرة.

الدولة رصدت 95 مليون جنيه تقريبا لهذه الامتحانات حماية للطلاب من المرض القاتل اللعين، ووزير التربية خرج مطمئنا أولياء الأمور والطلاب عشية يوم الامتحانات يزف البشرة والتهاني مقدمًا والجميع بات في هناء وسرور مرتاح الضمير دافعين بفلذات أكبادهم لاغتنام الفرصة والحفاظ على سنوات العمر من الضياع.

مع لحظات الفجر الأولي تدفق الجميع وفقا للمعلن عنه إلى اللجان ليكونوا هناك منضبطين في الوقت المطلوب بالتمام والكمال وقبل مواعيد البدء بوقت كاف ليصطدم الجميع بالواقع المرير الذي فاقت مرارته خيوط العنكبوت التي أحاطت بالأحلام البائدة.

الشكاوى كثيرة والمعاناة بدأت بقوة وعلى عكس سنوات مارثون الثانوية العامة طوال الأعوام الماضية، فإن ثانوية كورونا مختلفة جذريا.. بداية الامتحانات كانت في متناول الجميع ولم يشتك أحد تقريبا من صعوبة الأسئلة «وعد الوزير فصدق»، لكن لأننا في ظروف استثنائية في ظل جائحة تقصف الأرواح بلا رحمة، وأجبرت دول العالم أجمع على الاختباء في قلوع محصنة فإن الأمر بالنسبة لأولياء الأمور فيما يتعلق بالإجراءات الاحترازية فإنه يأتي في المقام الأول لأن أرواح الطلاب أهم بكثير من العام الدراسين فالعام يتكرر أما الروح إذا خرجت فإنها لا تعود.

أول المشهد البائس الذي تكرر في العديد من محافظات مصر هو التكدس الكبير على أبواب اللجان، التي تم تجهيزها لاستقبال أكثر من مدرسة دون مراعاة للتباعد أو فتح الابواب لاستقبال الطلاب قبل التاسعة وهذه كارثة تزيد الجائحة اشتعال وضراوة ونسأل الله ألا تزيد أثارها السلبية خلال الأيام المقبلة.

وعند فتح الأبواب لم يراع التباعد الاجتماعي كما أعلن من قبل وتدفق الطلاب في زحام اعتادوا عليه لسنوات ليمرون سريعا أمام أجهزة الفحص الحراري عبر بوابة التعقيم إلى فناء المدرسة في يوم لا يفرق كثيرا عن يوم دراسي عادي، ثم التدافع إلى السلالم للوصول إلى اللجان «وكان الله بالسر عليما».

نعم لجان عديدة لم تنفذ الإجراءات الاحترازية داخلها بدقة، ولم ينال الطلاب حقهم في الرعاية والحماية، ولم يتسلموا الكمامات التي أعلن عنها ولا القفازات ولا أدوات التعقيم، وزاد الأمر سوء في بعض اللجان داخل الفصول الضيقة والتي افتقدت إلى التباعد، والأخطر أن الطلاب وجدوا الديسكات مليئة بالأتربة وبعضها أسفله بقايا طعام «عفنة»، ما يعني أن هذه المدارس لم يعرف التعقيم لها طريقا.

التجاوزات خطيرة والمسؤولون عنها لابد أن يتم التحقيق معهم في أسرع وقت، فحماية أرواح أبناؤنا الطلاب والحفاظ على مستقبلهم أهم مليون مرة من هؤلاء المرتزقة أثرياء الأزمات.

وتبقي كلمة.. كل أولياء الأمور كانوا يأملون أن تكون لجان امتحانات فلذات أكبادهم كتلك التي زينت شاشات التلفزيون بحضور كبار المسؤولين وكأنها في كوكب آخر، وهم يتحسرون على صرخات أولادهم.. والأهم أين اللجان التفتيشية التابعة للجهات المسؤولة والمنوط بها مراقبة عمليات التعقيم وتوزيع أدوات الحماية وتنفيذ الإجراءات الاحترازية بدقة.. ابعدوا عن لجان التصوير وانتشروا في لجان الغلابة من أقصى الجمهورية لأدناها ربما أمكننا أن ندرك ما يمكن إدراكه قبل فوات الآوان.

همسة.. ضبط الأداء ضرورة والالتزام بالقواعد الموضوعة وتنفيذها بدقة حماية للجميع وإلا سوف تشعل ثانوية كورونا الجائحة في ربوع البلاد.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

t –  Fاشترك في حسابنا علىفيسبوك و تويترلمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى