جامعة الدول العربية كيان محترم ولكن الفائدة منه الآن عند أقل قدر ولا أمكانيات حقيقية لها ولكنها لا زالت تحمل سلاح الشرعية لكل من يحكم دولة عربية ولا زالت هي التجمع العربي الوحيد سواءً كان فاعلًا أو كان ضعيفًا.
الحقيقة أن الجامعة العربية فشلت فشلًا ذريعًا في التصدي للمخطط الذي يتم تنفيذه على أرض الواقع والذي فتت دولة سوريا وشرد الملايين من أهلها.
ولا دور لها في العراق الذي تتحكم في مصيره أمريكا وإيران ولا دور لها في وقف الحرب التي تدور في اليمن في عامها السادس وأصبح لإيران الكلمة العليا مع الحوثيين وفي الحرب الدائرة في ليبيا لا تجد خطوات جدية حقيقية تعمل على لم شمل الليبيين وأصبح الليبيون أنفسهم الآن لا يملكون من أمرهم شيئا بل كل الأمور أصبحت في يد القوي العالمية والإقليمية تفعل بها ما تشاء.
وفي مشكلة سد النهضة لازالت مصر وحدها في مواجهة أثيوبيا بلا أي دور عربي حقيقي، وها هي إسرائيل قد ضمت الجولان وتسعي للانتهاء من ضم الضفة الغربية مستغلة الحروب التي أتت علي الأخضر واليابس عند العرب.
الآن نطبق القاعدة السياسية أن السياسة فن الممكن فإذا كانت الجامعة العربية عاجزة عن القيام بدور فاعل في أزمات الشعوب العربية فمازالت هناك دول عربية تستطيع القيام بهذا الدور وهي مصر والسعودية والجزائر والإمارات والأردن فلماذا لا نبدأ فورا في لقاء يضم وزراء الخارجية الخمسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وهذه الدول لا توجد خلافات كبيرة أو صغيرة تمنع تعاونها وفورا في حل المشكلة الليبية واليمنية في بداية الأمر على الأقل ثم تتجه لمساعدة سوريا والعراق.
التعاون الواضح وعلى مدار الساعة قائم حاليًا بين مصر والإمارات وكذلك السعودية ولابد من ضم الجزائر فورا لهذا التجمع وزيارة سريعة للجزائر من أحد وزراء الخارجية المصري أو السعودي أو الإماراتي أو كلهم معا ستحقق هذا الأمر الذي لا توجد أمامه عقبات أو خلافات تمنع تنفيذه، ورغم المحاولات التركية الدؤوبة لضم الجزائر لصفها فقد فشلت جهودها حتى الآن بشكل كبير.
وتركيا جسم غريب يبحث عن حاضنة له في أفريقيا ليبدوا وكأنه جزء من هذه المنطقة التي لا يطل عليها بأي حدود قريبة بل يبعد عنها ألاف الكيلومترات بحرا و جوا و هو له قدم واحدة في تونس عن طريق الغنوشي و رفاقه ولكن هذا التعاون بين الدول الخمسة كفيل بقطع هذه القدم التركية لأن تونس بالطبع لو خيرت بين مصر و الجزائر في جهة و تركيا في جهة أخري ستختار أشقائها بلا تردد.
لابد من وجود مشروع سياسي عربي له مقوماته لمواجهة المخطط الأمريكي الصهيوني لتفكيك المنطقة العربية الي دويلات وإلا لن تستطيع أي دولة عربية وحدها من منع وصول أضرار هذا المخطط إليها، ولابد أن نعلم أن هناك دول يهمها ألا يحدث هذا التجمع الخماسي أبدا وعلى رأسها أمريكا و روسيا و إسرائيل و تركيا و إيران و قطر، ولكن المواقف ستتغير كثيرًا لو بدأنا فورًا و بلا تردد.. الآن وليس غدا.