- أهم الأخبارنون والقلم

محمود دشيشة يكتب: نهاية الحلم التركي

أشتهر الشعب المصري بالنكت الجميلة والأمثال الشعبية التي أثبتت عبر السنين صدقها وأنها تحمل الكثير من الحكمة ولعل من أبرز وأشهر تلك الأمثال مثل بسيط وكلماته قليلة ولكن له الكثير من المعاني وهو «الميه تكذب الغطاس»،لماذا تردد هذا المثل وتعلق في ذهني اليوم ولماذا أدركت أهميته اليوم؟

اليوم أعلنت مصر وعلى لسان الرئيس السيسي وفي حضور عرض عسكري ضخم و تفتيش حرب لأحد فرق القوات المسلحة المصرية المدرعة علي حدود ليبيا أن مدينتي سرت و الجفرة الليبية خط أحمر لمصر و أن مصر ستتدخل بقواتها المسلحة لو تعرضت سرت و الجفرة للهجوم عليها و أن مصر لديها الشرعية الدولية للدفاع عن أمن مصر القومي في ليبيا و دفاعا عن الشعب الليبي الشقيق الذي أصبحت أرضه مستباحة و أصبحت بؤرة تجمع لا رهابيي العالم.

وعلي الجانب الأخر يدعي الأر دوغان أن تركيا ستدعم ميلشيات جبهة الوفاق بكل الإمكانيات العسكرية لاحتلال سرت والجفرة ثم مناطق الهلال النفطي الليبي ثم الوصول الي الحدود المصرية الليبية وحانت لحظة الحقيقة الكاشفة له ولكل مؤيديه من أرامل الإخوان الكاذبون و قطر و غيرهم من الفصائل الإرهابية التي تعمل معهم في ليبيا.

أصبحت تركيا في وضع الدفاع عن مصداقيتها فهي تدعي أنها القوة التي لا توجد قوة أخري في الشرق الأوسط تستطيع أن تصدها و لكنها الآن أصبحت في مواجهة الجيش المصري الذي يدافع عن أمنه القومي و أمامها خط أحمر موضوع أمامها و قد كانت تتباهي بقواتها في ليبيا الجوية و البحرية و البرية من خلال مناورات استعراضية أمام شواطئ طرابلس هللت لها فضائيتها التي تنفخ فيها ليلا و نهارا و التي أصابتها الصدمة من التحدي الذي أعلن اليوم و بدأت تصرخ وهل يجوز للجيش المصري أن يترك مشكلة سد النهضة الأثيوبي لكي يحارب في ليبيا و كأن مصر ستفرط في أمنها القومي في ليبيا و تتجه لأثيوبيا و تترك لهم الملعب خال في ليبيا يفعلون فيه ما يشاء.

التحدي الذي أعلنته مصر اليوم صنع أزمة لتركيا وستفقدها القدرة على الكذب و التبجح و معها الفرق الإعلامية التي تصفق و تهلل لها ليلا و نهارا و تتحدث عن قوة و عظمة الجيش التركي الذي لا يقهر و لا تمل من الحديث عن تطور الصناعات العسكرية التركية و أنها مرعبة لكل جيوش الأرض بحرا و جوا و برا و كأننا لم نشاهد هذا الجيش و هو بالملابس الداخلية و عرايا علي يد الشرطة التركية و الميلشيات التي يرعاها أردوغان في تركيا و ما زالت تلك الصور تملأ محركات البحث علي شبكات التواصل و الأنترنت.

الآن أظن أن الأر دوغان ينتظر طوق الإنقاذ من أمريكا أو من يتحالف معه من الاتحاد الأوروبي مثل إيطاليا و كذلك التدخل من روسيا للبدء في الانخراط في المباحثات السياسية بدلا من المغامرة و الدخول في حرب مباشرة مع جيش مصر علي أرض ليبيا التي ستنتهي أحلام الإمبراطورية العثمانية علي أرضها علي يد الجيش المصري الذي لطالما أذاقه الذل و الهزيمة علي مدي تاريخه.

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى