مقياس المؤمن هو التحلى بالصبر ولكن نعتبر نحن البشر عادة مايصاحبنا الجزع والقنوت وعدم القدرة على التحلى والأخذ به.
فالإنسان عادة مايكون تحت حافة الهوية يشوبه شىء من الإنقيادية ليكون ألعوبة فى دائرة نفسه فيصعب عليه طريقة تحمله للمواقف والإبتلاءات الإلهية لتختبر طاقته الإيمانية وقدرة تحمله .
وهذا يختلف كليا وجزئيا من طبيعة شخص لأخر فكل إنسان بمكوناته البشرية له طاقة وقدرة تحمل «ليس المقصود أن الآخرين معدومين القوة والقدرة على التحمل» .. ولكن يختلف إختلافا كبيرا بمدى قوة إيمانه بالله تبارك وتعالى ، وفحوة تحلية بالصبر ومدى فطنته لمعرفة الغاية التى يختبرها الله تعالى له من جزاء الصبر، ومايختبىء ورائه من حكمة ربانية عظيمة لحدوث هذا الإبتلاء ليدفع به شىء أخر يمكن أن يؤلمه أو يأذيه.
فسمات الشخص المتحلى بالصبر .. هو أن يكون دائما يقظتا فطنا للمقدرات الإلهية، وأن الحالة الإيمانية التى يكون عليها المؤمن هو ليس إلا بالتمسك بالصبر والقدرة على التحمل …. ولكن لابد أن نتذكر جيدا نبينا (صلى الله عليه وسلم ) فهو يعد سجالا ومثالا واضحا لقوة الصبر والتحمل على الشدائد ..
وإن كنا نحن ياعباد الله نعيش فى دنيا زائلة فهى كما قال أحد الصوفيين ما الدنيا سوى معبرا للعالم الحقيقى، فحينما يشتد الوجع ويتصاعد الألم لم يكن بالقوة المعينة على تلك اللحظة سوى قوة الصبر حيث تعتبر هى أقوى محارب لتلك الفاجعة التى تصيبك أو تشعرك بمدى الضعف والوهن وقلة الحيلة، فالصبر يمثل شجرة مثمرة طرحها مذاقه شهيا وإن كانت جذوره مرة .
ومن هنا نقول لابد من التحلى بالإيمان القوة لنصل لتلك المرحلة وأن نسأل الله تبارك تعالى دائما القدرة والتحمل والتمسك بالصبر على تلك الفجائع والإبتلاءات حتى يزيل عنا العقبات ونعوذ به من القنوت من رحمته وغضبه، فحلاوة الحياة لاتظفر إلا بالتمسك بأقوى محارب وهو الصبر.
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية