نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: صافر.. كارثة بيئية على الأبواب

الخزان النفطي «صافر» الموجود في جنوب البحر الأحمر.. وعلى بعد ما يقرب من 5 أميال بحرية من ميناء رأس عيسى أحد موانئ مدينة الحديدة غرب اليمن هذا الخزان يحمل 138 ألف طن من البترول او مليوناً و400 ألف برميل وعمره الآن أكثر من 30 عاماً.

هذا الخزان العائم في طريقه لكي يكون أكبر كارثه بيئية في العالم ومهدد بالانفجار والغرق في أي لحظه بسبب رفض جماعة الحوثي منذ 5 سنوات السماح للفرق الفنية للأمم المتحدة القيام بأعمال الصيانة أو تفريغ الحمولة في الخزانات الأرضية أو سحبه إلى الميناء.

وتعطلت الناقلة المخصصة لاستقبال وتصدير نفط خام مأرب الخفيف، في مارس 2015، بسبب منع جماعة الحوثي إمدادها بوقود المازوت المسؤول عن تشغيل الغلايات. والناقلة غير مؤمن عليها منذ ما يزيد على 5 سنوات، فقد قامت هيئة الإشراف على التأمين بسحب شهادات الباخرة بسبب تعذر قدوم مفتشيهم إليها. وكان عليه طقم من الفنيين يعملون ومع انقلاب الحوثي على الشرعية بدأت المأساة بطردهم من عليه وتم إيقاف الصيانة.

والأخطر ما قاله مارك لوكوك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في إحدى إحاطته لمجلس الأمن: «إذا تآكلت الناقلة أو انفجرت يمكن أن نرى ساحلاً متلوثاً على طول البحر الأحمر. واعتماداً على الفترة الزمنية وحركة التيارات المائية، يمكن أن يصل التسرب من باب المندب إلى قناة السويس، وربما حتى مضيق هرمز» وهنا يكمن الخطر الذي سيصيب مصر.

وزاد من خطورة الوضع التقارير الحديثة الذي تحدثت عن انه في حالة انفجار او غرق الخزان ستضرر السياحة في دول البحر الاحمر كلها .. ومليارات الجنيهات التي صرفت على بناء القرى السياحية في مصر على طول شاطئ البحر الاحمر سوف تتضرر بشكل كبير خاصة أن اثار التلوث البيئي سوف تبقى 30 عاماً.

ومن التحذيرات أيضاً وفقاً للدراسات والتقارير فسوف تتوقف حركه الصيد في البحر وسوف تؤدى إلى تدمير 300 نوع من الشعب المرجانية التي هي أساس سياحة الغوص وموت المئات من أنواع الاسماك وتضرر عشرات الجزر الموجودة في البحر الأحمر.

كما سيكون له تأثير مباشر على الاقتصاد العالمي، لأنه سيتم حظر النقل البحري عبر البحر الأحمر، والذي يمثل 8 إلى 10% من التجارة العالمية، وعبور نحو 5.5 مليون برميل من النفط يومياً وبالتالي ستتوقف السفن عن عبور قناة السويس.

الحكومة اليمنية ودول كثيره تضغط من أجل انقاذ هذه الخزان صافر من الانفجار والغرق، إلا ان جماعة الحوثي حولتها إلى ثكنه عسكريه بعد اجلاء طاقمها وترفض وصول أي فريق لها وتساوم على ضرورة ان تحصل هي على الحمولة لحسابها الخاص وهى المملوكة للشعب اليمنى والذى يمثله الحكومة المعترف بها دولياً.

فمجلس الأمن فشل في ردع الحوثيين وإثنائهم عن موقفهم وظهرت المنظمة الأممية عاجزة عن حماية البيئة في العالم رغم الرسائل التي وجهتها الحكومة اليمنية و6 دول والتحذيرات الصادرة من أمريكا وبريطانيا الا ان كل هذه الجهود راحت سدى والكارثة على الأبواب.

فما تقوم به جماعة الحوثي من تعنت يعد جريمة تصل إلى حد العدوان على دول المنطقة ولا بد من اخضاع هذه القضية إلى الفصل السابع لان وضع الخزان صافر يهدد الأمن والسلم الدوليين ولابد من استخدام القوة لصيانة هذه الناقلة وتفريغ العبوة بعد ان فشلت كل الجهود الدبلوماسية في إثناء الجماعة عن موقفها.

ويجب على الدولة المصرية أن تراقب الوضع عن قرب لأن أضرار هذه الناقلة ستكون كبيرة علينا ونحن في عام الكوارث تتوالى فيه بدون أي فواصل والاقتصاد المصري ما زال يعانى من كارثة فيروس كورونا ويجب أن نتحرك ولا ننتظر انفجار هذه الناقلة لأن تكلفة علاج أضرار الانفجار أكثر ألف مرة من تفاديها الآن.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هتا

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

 

 

 

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى