في الوقت الذي أطلقت فيه واقعة مقتل الرجل من أصول إفريقية جورج فلويد فتيل انتفاضة عالمية ضد العنصرية .
هذه الانتفاضة التي ترواحت مابين مظاهرات سلمية ومظاهرات امتلأت باعمال التخريب والنهب والسلب إلا أن كلها حملت رسالة ووقفة عالمية ضد العنصرية القائمة علي اللون.. نجد سلطة الأمر الواقع في بلد عربي وهو اليمن تصدر قانونا نموذج للعنصرية القائمة علي الأصل وهو القانون المعروف بقانون «الخمس».
والقانون ينص على أن تحصل جماعة الحوثي بصفتها من سلالة بني هاشم -أي من انسال الرسول صلي الله عليه وسلم- علي خمس إيرادات اليمن باعتبارها عائلة مصطفاه علي جميع سكان اليمن، وعلي الجميع أن يكونوا في خدمتها وحتى في توزيع وفقا للقانون تساوي حق الله مع حق ولي الأمر من بني هاشم وهو هنا زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي والباقي أي 3 من الخمس يوزع علي الفقراء والأولي به فقراء بني هاشم.
وكنت انتظر من المنظمات الدولية الإسلامية ونقابات الأشراف وبني هاشم في كل الدول العربية أن تصدر بيانات ضد هذا القانون وأن تصدر المنظمات الحقوقية الدولية وعلي رأسها المفوضية السامية لحقوق الإنسان طلبا للحوثيين بالتراجع ولكن فوجئنا بالعكس تقوم المفوضية بإبعاد ممثلها في اليمن الدكتور العبيد أحمد العبيد، من منصبه رضوخا لضغوط الحوثيين بسبب انتقاده تصرفاتهم العنصرية ضد الشعب اليمني.
العالم مازال مشتعلا ضد الإدارة الأمريكية والشرطة الأمريكية بل ضد الثقافة الأمريكية التي تعتبر المواطن الأمريكي مميز عن كل مواطني العالم ويجب أن يتم حمايته حتى لو ارتكب مليون جريمه فقط لانه أمريكي .
وهو ما ظهر في رد فعل الإداره الأمريكية بعد أن لاحقت المحكمة الجنائية الدولية عدد من الجنود الأمريكيين ارتكبوا جرائم حرب في أفغانستان وفور إعلان المدعية العامة للمحكمة التحقيق مع الجنود أنتفضت أدارة ترامب ضد أعضاء المحكمة وفرضت عليهم عقوبات بمنعهم من دخول الولايات المتحدة.
وهذا الموقف الأمريكي ليس جديدا فحاولت الإدارة الأمريكية في عهد بوش الابن توقيع سلسله اتفاقيات مع الدول بلغت 33 اتفاقيه لمنع تسليم الجنود الأمريكين إلى المحكمة وقلنا وقتها أنه موقف عنصري بأمتياز.
فالعنصرية الأمريكية متأصلة في كل إدارة من إدارتها وداخل كل مواطن أمريكي لذا نجدها وصلت إلى المجتمع الداخلي وساعد علي انتقاله الموقف السلبي للرئيس الأمريكي ضد المهاجرين والهجوم المستمر عليهم والإجراءات المبالغ فيها لدرجه التعجيز للحصول علي تأشيرة زيارة إلى هذه البلد.
هذا إذا أضفنا العنصرية الإسرائلية وهي الحليف الوحد للولايات المتحدة التي تجعل اليهود طبقتين وتميز طبقة عن الآخري والطبقتين مميزاتان عن باقي البشر وليس سكان الأرض التي يحتلونها وهنا أقصد الأراضي الفلسطنية.
وهذه العنصرية رأيناها في أيام حكم جماعة الإخوان الإرهابية فحتى هؤلاء ادعوا على لسان عدد من قياداتهم أنهم أسياد الشعب المصري وتعاملوا مع المصريين بصلف وغرور وعنجهيه فكانت النهايه التي سنحتفل بها بعد أيام.
وفي المقابل نجد أن جماعة الحوثي التي ترفع شعار «الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل» وتهاجم جماعه الإخوان تحذو نفس الطريقة الأمريكية والإسرائلية والإخوانية بأن تجعل من نفسها مواطنين درجه أولي وباقي البشر درجه ثانيه وثالثه، وتجاهلو حديث الرسول صلي الله عليه وسلم الذين يدعون أنهم ينتسبون إليه « انني بشر مثلكم ».
العنصرية أفة بغيضة تضرب الشعوب الغنية والفقيرة ولاتجعل أي شعب مستقر مهما حاولت الحكومات كتم الأصوات ومهما حاولت إرهاب الناس فلا يوجد نظام سياسي عاش طويلا كان قائم علي العنصرية حتي ولوكانت عنصرية تنتسب إلى آل البيت.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية